الوقفات التدبرية

* الفرق بين سوف والسين في الآيتين (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ...

* الفرق بين سوف والسين في الآيتين ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا﴾ والآية بعدها ﴿وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ﴾ أن سوف أطول في المدة وأكثر توكيداً من السين لكثرة حروفها والسين مقتطعة منها في الآية الأولى التهديد أكثر وأشد ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ﴾ أما الثانية جاء بالسين لأن المؤمنين يدخلون الجنة قبل جميع الفرق الناجية فقال ﴿سندخلهم﴾. * انظر إلى هذا التصوير لمشهد العذاب إنه مشهد مادي محسوس تتألم منه الأجساد وتتلظى به الجوارح والأبدان وهو مشهد لا يكاد ينتهي، مشهد يشخص له الخيال ولا ينصرف عنه. ألا ترى أنك تكاد ترى مشهد الجلود الناضجة من شدة قوة التصوير في قوله تعالى ﴿كلما نضجت جلودهم﴾ وتأمل هذا الاختيار المفزع لأداة الشرط ﴿كلما﴾ دون استعمال الأداة ﴿إذا﴾ لأن ﴿كلما﴾ ترسم مشهد نضوج الجلود متكرراً خلافاً لـ ﴿إذا﴾ وهذا يناسب قوله تعالى (كلما نضجت جلودهم بدلناهم غيرها). * خصّ الله تعالى الجلود بالتغيير دون الأعضاء مع أنها تنضج في النار أيضاً فهذا من إعجاز القرآن فالجلد هو الذي يوصل إحساس العذاب إلى النفس فلو لم يبدّل الجلد بعد إحتراقه لما وصل عذاب النار إلى النفس

ﵟ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا ﵞ سورة النساء - 56


Icon