الوقفات التدبرية

* الفرق بين جنات وجنات عدن: جنات مطلقة، جنات عدن أي جنات الإقامة،...

* الفرق بين جنات وجنات عدن: جنات مطلقة، جنات عدن أي جنات الإقامة، عَدَن في المكان أي أقام، والإقامة تحتاج إلى سكن فإذا ذكر مساكن يذكر عدن. * اللمسة البيانية في اختلاف نهاية الآيات (٧٢) (٨٩) (١١١) : ﴿هو﴾ ضمير الفصل يفيد القصر والتوكيد، كل ما جاء فيه آكد مثل الآية (٧٢) زاد المساكن الطيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر فقال ﴿ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ لأنه لما زاد النعيم أكّد وحصر، على عكس الآية (٨٩) ﴿أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ بدون ﴿هو﴾، وفي الآية (١١١) (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ... فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، لم يبق لهم أنفس ولا أموال، والجزاء على قدر التضحية فلما كانت التضحية أكبر وبيع وشراء كان الجزاء أكبر فأكّدها ﴿وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ . * الفرق بين ﴿ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ و ﴿وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ و ﴿ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ و ﴿وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ و ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ : في المائدة ﴿ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ خبر فقط، الجنة لهؤلاء الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه (قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١١٩)) خبر فقط لمن آمن وكان صادقاً في عباداته وهذا أساس الجنة. في النساء أضاف واو ﴿وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ تلك حدود الله، من دخل الجنة فاز، والفوز أنواع وهناك فوز عظيم لكن هناك أعظم منه والأعظم منه هو الذي فيه واو ﴿وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ هذا لمن يطيع الأحكام في الكتاب والسنة حلال وحرام هذه هي التقوى قال (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٣)). في التوبة أضاف هو بدون واو في قوله ﴿ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ من هم هؤلاء؟ الذين هم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ (٧١)) ﴿هُوَ﴾ خصّصّ أن هذا الفوز فوز فريد لا فوز غيره في مقامه ﴿ذَلِكَ هُوَ﴾ لكي يبين أن هذا فوز متميز لأن فيه طاعة الحلال والحرام. في التوبة في موضع آخر أضاف الواو والهاء ﴿وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ هذه للشهداء (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١١١)) قطعاً أن فوز الشهداء أقوى من فوز الذين يتبعون الحلال والحرام لأن هذا إضافة، فالحلال والحرام أنت ملزم به لكن هذا لم يكن ملزماً به فنال الشهادة فقال ﴿وَذَلِكَ﴾ جاء بالواو وهو معاً، الله سبحانه وتعالى يقسم بأن هذا هو الفوز الفريد المتميز جداً لماذا؟ لأن فيها شهادة. في الصافات قال ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ إنّ مؤكِّدة ثم لام توكيد ثم هو، متى هذا؟ هذا عندما دخل الناس الجنة ورأوا النعيم المقيم وفازوا فوزاً عظيماً وأدركوا هذه النعمة العظيمة حين اطلعوا على أهل النار وإذا به يرى صاحبه الذي كان سيُضِله (قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (٥٤) فَاطَّلَعَ فَرَآَهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ (٥٥) قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (٥٦) وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (٥٧) أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (٥٨) إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (٥٩) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٦٠)) يعني نحن لن ندخل جهنم ولن نموت ولن نحاسب مرة أخرى!

ﵟ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﵞ سورة التوبة - 72


Icon