الوقفات التدبرية

* ضمير الفصل من أغراضه التخصيص والقصر فلو لو قلت أن الله يقبل...

* ضمير الفصل من أغراضه التخصيص والقصر فلو لو قلت أن الله يقبل التوبة عن عباده هذه ليست قصراً، فلان يقبل وفلان يقبل. * قال ﴿عَنْ عِبَادِهِ﴾ ولم يقل ﴿من عباده﴾ : القبول هو أخذ الشيء برضا، والتوبة هي الإنابة إلى الله سبحانه وتعالى والكفّ عن المخالفة والعودة إلى طاعته سبحانه. لغويًا: - عندما نقول: "فلان كان يمشي بسيارته وخرج من الطريق السريع" معناه وجد منفذاً وخرج وهذا المنفذ متصل بالطريق السريع، لكن لو قيل لك: "فلان بسيارته خرج عن الطريق السريع" معناه إنحرف كأنما انقلبت سيارته. - ﴿عن﴾ لمجاوزة الشيء، ﴿من﴾ لابتداء الغاية كأنه ابتدأت غايته من الطريق، مع ﴿من﴾ كأنه تبقى الصِلة ولو صلة متخيلة أما ﴿عن﴾ ففيها انقطاع ﴿يضلون عن سبيل الله﴾ أي لا تبقى لهم صلة. بيانيًا: جميع الآيات التي فيها القبول مع التوبة في القرآن الكريم تستعمل ﴿عن﴾ حينما يكون الكلام هو عودة إلى الله سبحانه وتعالى، وهذه القطيعة مقصودة مرادة، فالتوبة ترتقي إلى الله سبحانه وتعالى ولو قيل في غير القرآن (يقبل التوبة من عباده) كأن الإثم الذي تاب عنه يبقى متصلاً به، لكن أنت تبت وهي ارتفعت ففيها صورة انقطاع من الإثم والصلة المادية في ذهن الإنسان بين عمله.

ﵟ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﵞ سورة التوبة - 104


Icon