الوقفات التدبرية

آية (٣) : (وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ...

آية (٣) : ﴿وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ﴾ * ﴿اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ﴾ ﴿ثم﴾ ليست دائماً للتراخي ولكن للبعد بين المنزليتن قد يكون ما بعد ﴿ثم﴾ أعلى ما قبلها، هو بعد معنوي وليس بعد زمني. * ﴿وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ﴾ الفعل يؤتي فاعله الله سبحانه وتعالى، و﴿كُلَّ﴾ مفعول به من البشر و﴿فَضْلَهُ﴾ فيها احتمالين احتمال يعود الضمير على صاحب الفضل الذي يفعل الخير يؤتيه ربنا لا يبخس منه شيئاً يؤتيه حقه بل ويزيد عليه، واحتمال أن يعود الضميرعلى الله إن الله يؤتي صاحب الفضل فضل الله، والآية تحتمل لأن فيها أمرين والمعنيان صحيحان ومرادان. * قال هنا ﴿وَإِن تَوَلَّوْاْ﴾ وأحياناً يقول (وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ (١٦) الفتح) : هذا الحذف في اللغة جائز للتخفيف، أصل الفعل تتولوا مثل تنابزوا وتتنابزوا، تفرقوا وتتفرقوا، وفي التعبير القرآني تتولوا في الموقف الأشد وتولوا في الموقف الأخف: - هنا قال ﴿وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ﴾ قال أعذبكم، المخوف ليس بالضرورة أن يقع، قد يُدرأ. بينما في الآية الأخرى ﴿وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾ هذا قطع. أيّ الموقفين أشد؟ الآية الثانية. - هنا قال ﴿عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ﴾ ما قال عذاباً كبيراً وإنما قال عذاب يوم كبير، وصف اليوم بالكبر وليس العذاب، بينما في الفتح قال ﴿يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾ وصف العذاب، أيُّ الأشد؟ عذاباً أليماً.

ﵟ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ﵞ سورة هود - 3


Icon