الوقفات التدبرية

* الفرق بين توفاهم وتتوفاهم: الحذف في عموم القرآن جائز من حيث اللغة...

* الفرق بين توفاهم وتتوفاهم: الحذف في عموم القرآن جائز من حيث اللغة للتخفيف ويكون في مقام الإيجاز أو للدلالة على أن الحدث أقلّ، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ﴾ هؤلاء كانوا مستضعفين وظالمي أنفسهم صاروا أقل في العدد فقال توفاهم، أما في سورة النحل ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ﴾ ظالمي أنفسهم فقط ولم يكونوا مستضعفين فلما كثر هؤلاء قال تتوفاهم، وهؤلاء المستضعفين في آية سورة النساء هم قسم من الظالمين فهم أقل، فالذين ظلموا أنفسهم أكثر من المستضعفين لأنهم عموم الظالمين. * عبّر الله تعالى عن وفاة الظالمين بقوله ﴿تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ﴾ وعدل عن التعبير بـ﴿يموتون﴾ لما في هذه الصورة من مهابة الموقف والرهبة منه فقبض الملائكة وسيلة تبين شناعة فتنتهم عند الموت. * الفرق بين الضعفاء والمستضعفين: المستضعفين الذين يستضعفهم غيرهم، حاكم استضعفهم وأذلهم مثل بني إسرائيل استضعفهم فرعون، أما الضعيف فهو ضعيف بنفسه ﴿وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاء﴾.

ﵟ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﵞ سورة النساء - 97


Icon