الوقفات التدبرية

آية (٥١) : (يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ...

آية (٥١) : ﴿يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلاَ تَعْقِلُونَ﴾ * ﴿لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا﴾ لعل هناك من يظن أن هذا مشوب بمطمع فهو نفاه ابتداء. * سيدنا نوح عليه السلام قال (إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ (٢٩)) وهنا ﴿إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي﴾ : - في قصة نوح قومه لم يقولوا نعبد آلهة ولم يذكر استمساكهم بالآلهة فجاء بالاسم العلم ﴿إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ﴾ . - سيدنا هود عليه السلام هنا في هذا الكلام ذكر الآلهة وتمسكهم بآلهتهم وكان الحوار عن الآلهة وعبادتها فذكر لهم أمرين في غاية المنطق: الأول نفى عن نفسه المصلحة ﴿لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا﴾ وهذا عقلاً يكون مخلصًا ولا يكذب لأنه لا يبتغي مصلحة، الأمر الآخر أنا أجري على الذي فطرني وأوجدني من العدم، آلهتكم أوجدتكم من العدم؟! إذن لا يستحق أن يُعبَد إلا من أوجد من العدم، حتى في القرآن لما يقول للكفار ﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾ تعبدون الآلهة؟! لماذا؟! ما خلقوكم. * ﴿أَفَلاَ تَعْقِلُونَ﴾ عقلاً هذا المخلص ينبغي أن يُتّبع لأنه صادق، والذي يحق أن يُعبَد هو الذي فطر الخلق، دعاهم لحكم عقلي من الذي يستحق العبادة؟ ما قال الله لكن ذكر أمراً يدعو إلى قبوله ﴿الَّذِي فَطَرَنِي﴾، هذا ألطف تعقيب.

ﵟ يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﵞ سورة هود - 51


Icon