الوقفات التدبرية

آية (٥٣) : (قَالُواْ يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا...

آية (٥٣) : ﴿قَالُواْ يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ﴾ * هم ذكروا مجموعة من الأشياء هل لترتيبها غرض بياني معين؟ هم تدرجوا مسألة مسألة أولاً قالوا أنت ما جئت بحجة واضحة تقتعنا فيها تثبت بأنك نبي مرسل ، لم ينفوا صدقه هم ما قالوا أنه كاذب لكن لم يستطع أن يقيم حجة على ما يريد، لكن لو جاء بحجة لصدقوا، ثم ذهبوا أبعد من ذلك ﴿وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ﴾ لا تقول أنت قولاً ونحن نترك آلهتنا. هذا أمر آخر هم هكذا عام أنت قلت قولاً هل نتبعك؟! وأنت لم تأتي ببينة؟! ثم ذهبوا أبعد من ذلك ﴿وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ﴾ أصلاً لن نتبعك، لا نصدقك أصلاً، ليس هذا فقط ثم ذهبوا ابعد من ذلك ﴿إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ﴾ أي أصابك الجنون كأنما لما قال لهم ﴿أَفَلاَ تَعْقِلُونَ﴾ أرادوا أن يثبتوا أنه هو غير عاقل وليس نحن،هم الآن يصفونه بالجنون. * هذه الآية كل جزئياتها مؤكدة، كل تعبير مؤكد: - ﴿مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ﴾ لم يقولوا لم تأتي، فرق بين جاء وأتى، - نفى بـ﴿ما﴾ ولم ينفي بـ﴿لم﴾ لأن ﴿ما﴾ تقع جواباً للقسم وهي آكد، - قال ﴿وَمَا نَحْنُ﴾ أولاً هذه الجملة اسمية ليست فعلية لم يقل لسنا تاركين (لسنا) وهي أدوم. - جاء بالباء في خبرها ﴿بِتَارِكِي﴾ هذه الباء زائدة للتوكيد. - قال ﴿بِتَارِكِي آلِهَتِنَا﴾ بالإضافة لم يقل (بتاركين آلهتنا) لأنها بالمستقبل أما (تاركي آلهتنا) فهي عامة الآن وفي المستقبل. - ﴿عَن قَوْلِكَ﴾ فيها معنيان: احتمال ﴿بِتَارِكِي آلِهَتِنَا﴾ صادرين عن قولك، نصدر عن قولك، والآخر تعليل لأن ﴿عن﴾ تفيد التعليل أيضاً، يعني بسبب قولك. لا نصدر عن قولك ولا نترك بسبب قولك. - إلى أن قال ﴿وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ﴾ أولاً جملة اسمية ما قال (لسنا مؤمنين لك) . - جاء بالباء زائدة ﴿بِمُؤْمِنِينَ﴾ . - وقدّم الجار والمجرور ﴿وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ﴾ نخصّك بعدم الإيمان تحديدًا للتخصيص والحصر.

ﵟ قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ ﵞ سورة هود - 53


Icon