الوقفات التدبرية

آية (٦٦) : (فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا...

آية (٦٦) : ﴿فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ﴾ * تقديم سيدنا صالح على الذين آمنوا لأنه هو القائد المسؤول هو المبلِّغ وهو الناهي وهو المحاجج. * في هذه الآية ﴿بِرَحْمَةٍ مِّنَّا﴾ وفي النمل (وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (٣٢)) وفي فصلت (وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (١٨)) بدون ﴿برحمة منا﴾ : في سورة هود قال ﴿نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ﴾ إذن الذين آمنوا نجاهم بصفة الإيمان فقط لم يذكر التقوى معناها أن رحمة الله اتسعت لمن آمن وإن لم يكن متقيًا، هذا إلماح إلى سعة رحمة الله ولذلك مع أنه لم يذكر التقوى نجاهم برحمة منه، هؤلاء أولى بالرحمة، وإذا رحم أولئك فمن اتقى وآمن من باب أولى أن يرحمهم وهم من ذكر لهم الصفتين الإيمان والتقوى في سورتي النمل وفصلت. * ﴿وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ﴾ نجّاهم من أمرين من العذاب ومن الخزي النفسي. * ﴿إِنَّ رَبَّكَ﴾ بالخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم ولم يقل إن الله، وهذا تحذير لقريش من مغبّة موقفهم أن يصيبهم ما أصاب أولئك إن عصوا رسولهم واتبعوا أهواءهم وأعرضوا. * ﴿هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ﴾ آتى بضمير الفصل بينما في الشورى (اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْقَوِيُّ العَزِيزُ (١٩)) : في هود مقام عقوبة وإهلاك لهؤلاء، وإنجاء صالح ﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ﴾ يعني لا قوي غيره على الحقيقة ولا عزيز غيره على الحقيقة، بينما في الشورى في مقام لطف بالعباد ﴿اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاء﴾ ليس هناك داعٍ لتوكيد القوة والعزة. * ﴿الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ﴾ استخدام هذين الوصفين لله سبحانه وتعالى لأنها مسألة غلبة وقهر وانتقام. * تقديم ﴿الْقَوِيُّ﴾ على ﴿الْعَزِيزُ﴾ لأن القوة تكون أولًا وهي أساس العزّة فالعزة لا تكون إلا بالقوة، قوي فعزّ.

ﵟ فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ ۗ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ﵞ سورة هود - 66


Icon