الوقفات التدبرية

آية (٧٧) : (وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ...

آية (٧٧) : ﴿وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَـذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ﴾ * هنا ﴿وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطاً﴾ و في سورة العنكبوت ﴿وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا﴾ : ﴿أن﴾ هذه عند النُحاة إذا وقعت بعد لما فهي زائدة أي لا تؤثر على المعنى العام إذا حُذفت، يقول تعالى في سورة العنكبوت (وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (٣٣)) مع ذكر ﴿أن﴾ وهذا لأكثر من سبب: - القصة في العنكبوت جاءت مفصلة وذكر تعالى من صفات قوم لوط السيئة (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (٢٨) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ) ما لم يذكره في سورة هود ﴿وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ﴾ . - ذكر تعالى في العنكبوت أن ضيق لوط بقومه وترقّبه للخلاص أكثر وكان برِمًا بقومه ﴿سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا﴾ . - ثم ان قوم لوط تعجلوا العذاب في سورة العنكبوت فقالوا (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٢٩)) . - ثم دعا لوط ربه أن ينصره عليهم (قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (٣٠)) كأنه استبطأ مجيء العذاب على هؤلاء وتمنى لو أن العذاب جاء عليهم قبل هذا كأنما وجد أن مجيئهم كان طويلًا. فهي من حيث التفصيل أنسب ومن حيث عمل السيئات إذا كانت للتوكيد أنسب وإن كانت من ناحية برم لوط فهي أنسب. * ﴿وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا﴾ بمعنى لا طاقة له بهم، الذرع في اللغة هو الوسع والطاقة والخلق أي الإمكانية من حيث المعنى العام، وأصل التعبير ضاق ذرعًا أي مدّ ذراعه ليصل إلى شيء فلم يستطع لم يتمكن.

ﵟ وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَٰذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ ﵞ سورة هود - 77


Icon