الوقفات التدبرية

آية (٨٢) : (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا...

آية (٨٢) : ﴿فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنضُودٍ﴾ * ﴿وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا﴾ هذه الآية تكمل ملمحًا آخر كأنهم مجتمعون في القرية ويمطر عليهم وعلى القرية العذاب، فأحيانًا قد تذكر القرية وليس فيها أحد (فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا (٤٥) الحج) . * ورد وصف عذاب قوم لوط مرة أنه وقع على القرية ﴿وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً﴾ ومرة على القوم ﴿وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ﴾ : الكلام على القوم في الحجر أشد مما في هود ووصفهم بصفات أسوأ وذكر أموراً تتعلق بهم أكثر: - قال في الحجر على لسان الملائكة (قَالُواْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ (٥٨)) وفي هود (إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (٧٠)) . - في الحجر قال (وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاء مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ (٦٦)) وفي هود (وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (٧٦)) العذاب هنا لا يقتضي الإستئصال أما في الحجر فهناك استئصال فما في الحجر إذن أشد مما في هود. - أقسم على حياة الرسول في الحجر على هؤلاء فقال (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (٧٢)) ولم يقسم في هود. إذن ما ورد في الحجر في قوم لوط أشد وأقسى مما ورد في هود؛ ذكرهم هم ووصفهم بالإجرام وأنه سيتأصلهم وأنهم في سكرتهم يعمهون فقال ((فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ (٧٤)) .

ﵟ فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ ﵞ سورة هود - 82


Icon