الوقفات التدبرية

آية (١١١-١١٢) : (وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ...

آية (١١١-١١٢) : ﴿وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (111) فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(112)﴾ * هنا ﴿وَإِنَّ كُـلاًّ لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ﴾ وفي سورة يس (وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (٣٢)) : الآية الأولى ﴿وَإِنَّ كُـلاًّ﴾ إنّ تنصب ما بعدها أما في يس فهي ﴿إن﴾ هذه مبتدأ. *دلالة التقديم والتأخير ﴿بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ و ﴿بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ : إذا كان سياق الكلام أو الآية في العمل يقدّم العمل ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ أما إذا لم يكن السياق في العمل أو إذا كان الكلام على الله سبحانه وتعالى وصفاته يقدّم صفته (إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (١٨) الحجرات) . * الفرق بين ختام الآيتين (١١١)) و (١١٢) : في الآية الأولى قال قبلها (وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (١١٠)) ذكر الشك والشك بحاجة إلى الخبرة لأنك تقطع الشك باليقين، فأتى بالخبير الذي يعرف بواطن الأمور ليزيل الشك. ثم قال ﴿فَاخْتُلِفَ فِيهِ﴾ والحكم في الاختلاف يحتاج إلى خبرة فإذن الشك والاختلاف يناسبهم الخبرة. في الآية الثانية ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ﴾ الطغيان والاستقامة فيهما جانبان الأصل أن يكون مُشاهَد في عملك، وقد يكون في الاعتقاد، والبصر فيه جانبان جانب بصر وهو مشاهد وجانب غير مشاهد وهو البصيرة فناسب اختيار بصير. هذا مفهوم البلاغة هذه المناسبات داخل الآية القرآنية.

ﵟ وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ ۚ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﵞ سورة هود - 111


Icon