الوقفات التدبرية

آية (١١ - ١٣) : (يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ...

آية (١١ - ١٣) : ﴿يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (11) وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (12) وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ(13)﴾ * دلالة الجمع والإفراد في كلمة آية وآيات: الآية الأولى ﴿يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ﴾ الزرع ينبت في جزء من الأرض ، والآية ﴿وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ﴾ إذن لما ذكر الأرض أو جزءاً من الأرض جعلها آية ، ولما ذكر ما هو أكثر من الأرض - الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم - قال ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ﴾. * الفرق بين نهايات الآيات (١١) إلى (١٣) : - (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء .. (١٠) يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) كيف ينزل الماء في الأرض وكيف ينبت به الزرع يحتاج إلى فِكر ﴿يَتَفَكَّرُونَ﴾ بمعنى يُعمِل فكره. - لما ذكر الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم في الآية (١٢) هذه أشياء يومية يراها العاقل فيكفي العقل فيها فقط لمعرفة الله تعالى فقال ﴿لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ ، مجرد العقل وليس العلم، التفكير أكثر من العقل. - في الآية الأولى والثانية عدّد أموراً واضحة: الزرع والزيتون والنخيل والأعناب والثمرات ثم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم أما الآية الثالثة لم يعدد شيئاً ﴿وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ﴾ فسوف تتذكر أنت حتى تعدد ولذلك ختمها ﴿لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ﴾ .

ﵟ يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﵞ سورة النحل - 11


Icon