الوقفات التدبرية

ربنا تعالى يقول أحياناً (وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ) وأحياناً يقول...

ربنا تعالى يقول أحياناً ﴿وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ﴾ وأحياناً يقول ﴿وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ﴾ في الكلام عن الجبال بمعنى أن التكوين ليس واحدًا وقد درسنا أن بعض الجبال تُلقى إلقاء بالبراكين (جبال بركانية) والزلازل أو قد تأتي بها الأجرام المساوية على شكل كُتل ففي سورة الحجر ﴿وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ﴾ وهناك شكل آخر من التكوين ﴿وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ﴾ ﴿وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ﴾، وهذا يدل والله أعلم على أن هناك أكثر من وسيلة لتكوين الجبال. وكينونة الجبال تختلف عن كينونة الأرض فالجبال ليست نوعاً واحداً ولا تتكون بطريقة واحدة هذا والله أعلم. * مرة يقول تعالى ﴿أَن تَمِيدَ بِكُمْ﴾ ومرة لا يقولها: ﴿وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ﴾ المعنى كما يقول النحاة لماذا ألقى الرواسي؟ كراهة أن تميد بكم أو لئلا تميد بكم. إذا أراد بيان نعمة الله على الإنسان يقول أن تميد بكم لماذا خلقها؟ فيها نعمة لئلا تميد بهم وإذا أراد فقط أن يبين قدرة الله فيما صنع وليس له علاقة بالإنسان لا يقول هذا لأن الكلام لا يتعلق بالإنسان وإنما يتعلق بصنع الجبال والرواسي.

ﵟ وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا ۖ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ۖ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﵞ سورة الرعد - 3


Icon