الوقفات التدبرية

آية (٤) : (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ...

آية (٤) : ﴿إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ﴾ * دلالة تغير الفعل بين قول يوسف ﴿إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ﴾ وقول صاحبي السجن ﴿إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا﴾ وقول ملك مصر ﴿إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ﴾ : هذا نسمية حكاية الحال؛ التعبير بالفعل المضارع عن الماضي لكي يرسم الصورة التي كانت موجودة. يوسف ﴿إِنِّي رَأَيْتُ﴾ لم يطلب التأويل ولم يهتم لها وإنما حلم مستغرب رآه وقاله بشكل عادي، بينما العزيز كان يبحث عن تأويل الرؤيا فيذكرها بحكاية الحال لأنها مهمة عنده ويريد تأويلها. وكذلك في السجن (نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٣٦)) طلبوا التأويل، ولهذا تختلف الصيغة بقدر اهتمام المتكلم هو المعوّل عليه وإن كانت كلها رؤى. * قدّم الكواكب على الشمس والقمر مع أن المعهود أن يؤخرهما ﴿وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ﴾ : الكواكب توابع للنجوم هي ليست كالنجوم، إخوة يوسف توابع لأبيهم إذن الكواكب هي أنسب تسمية لأنهم ليسوا مستقلين. الشمس والقمر أبوه وأمه. أيّ الأولى بتعظيم الإبن الأب يسجد للإبن أو الإخوة يسجدون؟ الإخوة فأخر الشمس والقمر لأن هؤلاء أولى بالسجود والتعظيم وليس الوالدين لذا لا يناسب تقديم الشمس والقمر أن يسجدوا لابنهم، في المعتاد أن الإبن يعظّم الأب والذي حصل أنه قدم الكواكب وألحق بهم الأب والأم ﴿وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا﴾ .

ﵟ إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ﵞ سورة يوسف - 4


Icon