الوقفات التدبرية

* (لَهُمُ اللَّعْنَةُ) وليس عليهم اللعنة مع أن القرآن الكريم يستخدم...

* ﴿لَهُمُ اللَّعْنَةُ﴾ وليس عليهم اللعنة مع أن القرآن الكريم يستخدم عليهم ﴿وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ﴾ : من حيث اللغة كل واحدة لها معنى، ﴿لهم﴾ أقوى فيها ملكية، هذا لهم، هذا استحقاقهم، هذا نصيبهم. لو قرأنا السياق كله سيتضح السبب، هو ذكر صنفين من الناس صنف مؤمن وصنف كافر، مع المؤمنين قال (أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (٢٢)) ﴿لهم﴾، ذكر بعدها الصنف الآخر، هؤلاء ماذا لهم في المقابل ؟ ﴿أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ﴾ . * الفرق بين هذه التعبيرات (أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (١٥٩) البقرة) - (أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ (٨٧) آل عمران) - (أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (٢٥) الرعد) - (وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي (٧٨) ص) : مرة ﴿يَلْعَنُهُمُ﴾ بالمضارع ومرة ﴿لَعَنَهُمُ﴾ بالماضي ومرة ﴿عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ﴾ ومرة ﴿لَهُمُ اللَّعْنَةُ﴾ ومرة ﴿عَلَيْكَ لَعْنَتِي﴾ . في سورة البقرة ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾ بالمضارع والمضارع للحال والمستقبل فالقضية مستمرة ففي كل عصر هناك من يكتم الآيات البينات ويكتم الحق. في سورة آل عمران ﴿كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ(87)﴾ هذه قضية حُكم بها وانتهت هؤلاء الذين ارتدوا بعد الإسلام بعد أن آمنوا بالله وقالوا محمد رسول الله ﴿أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ﴾ التعبير بـ (إن واسمها وخبرها) من باب التهديد. في سورة الرعد مجموعة ذنوب كبيرة بعضها أكبر من بعض فاجتمعت فقال ﴿لَهُمُ﴾ هذه اللام للاختصاص وكأنه لا يلعن أحدٌ كما يلعن هؤلاء، ففرق بين أن أقول هذه لك وهذه عليك ﴿أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ﴾ كأن اللعن ما خُلِق إلا لهؤلاء الذين ينقضون عهد الله بالتوحيد، وما تركوا شيئًا رب العالمين أمر أن يوصل إلا قطعوه ﴿وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ﴾ قتل وإبادة وتكفير وما إلى ذلك ﴿أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ﴾ كأنها ما من أحد يُلعَن كما يلعن هؤلاء. في سورة ص أقوى هذه التعبيرات الرهيبة جاءت مرة واحدة في القرآن لعن بها إبليس (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ) اختصه رب العالمين وحده باللعنة، هناك لعنة الله والملائكة والناس، لكن أنت إبليس عليك لعنتي أختص أنا وحدي بلعنك.

ﵟ وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۙ أُولَٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ﵞ سورة الرعد - 25


Icon