الوقفات التدبرية

آية (١٨- ١٩) : (مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ...

آية (١٨- ١٩) : ﴿مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا(19)﴾ * استعمال صيغة المضارع ﴿مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ﴾ وصيغة الماضي ﴿وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ﴾ : استعمال فعل المضارع مع الشرط إذا كان مضمون أن يتكرر. ﴿مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ﴾ من كان همّه وديدنه الاستمرار في الدنيا فقط ولا يريد الآخرة ﴿عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ﴾ القدر الذي نشاؤه لا يشاؤه هو، ليس بالضرورة أن ينفذ الله له إرادته فالأمر لله، بينما الآخرة تحتاج إلى إيمان وسعي، لكنه ما قال من كان يريد الآخرة وإنما ﴿أَرَادَ﴾ وهذا من رحمته سبحانه فهو يسعى على قدر ما يسعى ، فمجرد إرادته والسعي لها وهو مؤمن ربنا يجزيه وهذه رحمة عظيمة. * جاء فعل الإرادة بالماضي ﴿وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ﴾ دلالة على عدم التكرار فالآخرة بينما في آل عمران (وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا (١٤٥)) جاء بصيغة المضارع لأنه متجدد، كل عمل أنت فيه له ثواب فالثواب فمتجدد، لو قال ومن أراد ثواب الآخرة يكون الثواب مرة واحدة.

ﵟ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا ﵞ سورة الإسراء - 18


Icon