الوقفات التدبرية

* في الأنبياء (فِجَاجًا سُبُلًا) وفي نوح (لِتَسْلُكُوا مِنْهَا...

* في الأنبياء ﴿فِجَاجًا سُبُلًا﴾ وفي نوح ﴿لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا﴾ : الفِجاج جمع فجّ وهو الطريق بين جبلين والسبيل هو الطريق الواضح. في سورة الأنبياء - الرواسي هي الجبال جعلها الله تعالى وثبّتها في الأرض لكي لا تميد بأهلها أي لا تنحرف وتتحرك وتتزلزل تحت أقدامهم، فالأولى أن يذكر فجاجًا قبل سُبلًا لأن الفجاج تتناسب مع الجبال لأنها الطرق بين الجبال والشبيه يقرّب من الشبيه في اللغة، فالتقديم من أجل التناسق. - لغوياً إذا ذكرت عدة صفات أقدم الأهم، ومع ذكر الجبال هنا ينبغي الحديث عن الفِجاج التي هي عبارة عن طُرُق داخل الجبال ثم وصفها بأنها في ذات الوقت سُبُل ممهّدة لأصحابها رغم أنها في جبال. في سورة نوح - السياق مختلف (لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا (٢٠)) قال قبلها (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (١٩)) أي ممهدة مذللة، فناسبها تقديم كلمة ﴿سُبُلًا﴾ والسبيل هي طريق ممهدة. - قدم الأهم هنا ﴿سُبُلًا﴾ ووصفها بأن بعضًا منها يكون ﴿فِجَاجًا﴾ بين جبال. - وأيضًا اقتضت الفاصلة القرآنية الرائعة واقتضى التقديم لكلمة بساطًا.

ﵟ وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ﵞ سورة الأنبياء - 31


Icon