الوقفات التدبرية

آية (٢٧) : (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا...

آية (٢٧) : (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) * يأتي الخطاب في الحديث عن الصلاة والزكاة في القرآن للمؤمنين أما في الحج فيكون الخطاب للناس لأن الصلاة والزكاة كان مأمور بهما من تقدّم من أهل الديانات كما جاء في قوله تعالى عن اسماعيل عليه السلام (وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (٥٥) مريم) وفي قوله تعالى عن عيسى عليه السلام (‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (٣١) مريم) وفي الحديث عن بني إسرائيل (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (٤٣)) ، أما الحج فهو عبادة خاصة للمسلمين وعندما يكون الخطاب دعوة للناس إلى الحج فكأنها هي دعوة لدخول الناس في الإسلام ، أما إذا كانت دعوة الناس للصلاة والزكاة فهم أصلًا يفعلونها في عباداتهم. * ﴿ضَامِرٍ﴾ لا تشمل وسائل النقل الحديثة، نسأل هذا الخطاب لمن؟ طبعًا لسيدنا إبراهيم، ماذا قال يأتوك أو يأتوه؟ يأتوك يعني يأتوا لإبراهيم وليس للبيت، ماذا كان هناك من وسائل ؟ الجِمال، لا يوجد شيء آخر، الفُلك لا تصل البيت لأنها ليست على بحر حتى تأتيها الفلك ، قال يأتوك، كيف يأتون؟ إما ماشين وإما راكبين. * ﴿يَأْتِينَ﴾ للمؤنث لأنها وصف لما يُركب، للدواب وعادة تكون الإبل في المسافات الطويلة، فهي تعود على كل ضامر. * قال ﴿فَجٍّ عَمِيقٍ﴾ ولم يقل فج بعيد: كلمة فج وكلمة عميق أنسب للضمور الذي هو الهُزال ﴿وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ﴾ وهذه الحيوانات الضامرة تأتي من كل فج عميق. - الفج في اللغة الطريق في الجبل وطبعًا لا شك أن السير في الطريق الجبلي أدعى للضمور. - عميق نقيض العلو والارتفاع، السير في طريق مستوي أيسر من السير في طريق مرتفع يؤدي إلى الضمور. - وعميق أنسب مع الحج لأنه رفعة وعلو عند الله لأنه مدعاة إلى مغفرة الذنوب معناها السائر إلى طريق الحج يرتفع عند الله منزلة، وكلمة بعيد لا تعطي هذا المعنى قطعًا.

ﵟ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﵞ سورة الحج - 27


Icon