الوقفات التدبرية

آية (٢٨) : (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ...

آية (٢٨) : ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ﴾ * الفرق بين استخدام كلمة الأنعام وبهيمة الأنعام في الآيات (٢٨) (٣٠) (٣٤) : الأنعام ثمانية أزواج هي البقر والغنم والمعز والإبل. البهيمة أعمّ والأنعام جزء منها. البهيمة كل ما له روح ولا عقل وما ماثل الأنعام في الاجترار وعدم الأنياب مما يؤكل قالوا هو بهيمة الأنعام وليس الأنعام، يعني الظباء ، بقر الوحش. من أساليب العربية إضافة العام إلى الخاص، فإضافة العام (البهيمة) إلى الخاص ﴿الأنعام﴾ كما نقول يوم الخميس: اليوم عام والخميس خاص، شهر رمضان الشهرعام ورمضان خاص، علم الفقه، شجر الأراك. لكن لماذا ورد هنا؟ في الآية (٢٨) و (٣٤) ﴿بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ﴾ هو يتكلم عن ذِكر الله وأسمائه في أيام الحج، والذكر عام لا يقتصر على أيام الحج، فذكره كأمر عام ﴿وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ﴾ ثم ذكر بعده الخاص ﴿عَلَى مَا رَزَقَهُمْ﴾ و﴿مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ﴾ خاصٌ بعد عامّ، ﴿بَهِيمَةِ﴾ عام و ﴿الْأَنْعَامِ﴾ خاص. لكن في الآية (٣٠) ﴿وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ﴾ ليس فيها ذكر ولا شيء لأن الكلام في الأنعام تحديدًا فذكر الأنعام فقط. هذه مناسبة فنية عجيبة في اللغة وهذا من باب التناسب.

ﵟ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ﵞ سورة الحج - 28


Icon