الوقفات التدبرية

آية (٣٤) : (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا...

آية (٣٤) : ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ﴾ * الفرق بين أسلم إلى وأسلم لـ : أسلم بمعنى انقاد وخضع ومنها الإسلام الإنقياد، أسلم إليه الشيء أي دفعه إليه أعطاه إليه بانقياد، أو فوض أمره إليه من التوكل في الشدائد أو في الانقياد. أسلم لله معناه انقاد له وجعل نفسه سالمًا له أي خالصًا له، أخلص إليه، اختصاص واللام للملك (أسلم لله) ملّك نفسه لله، وهي أعلى من أسلم إليه لأنه لم يجعل معه لأحد شيء، بينما أسلم إليه قد يكون دفعه إليه لكن لم يصل لكن سلّم له ولذلك قالوا هي أعلى. * في الزمر (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ (٥٤)) وفي الحج ﴿فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا﴾ : إذا كان المقام في مقام التوحيد يُقدِّم ﴿لَهُ﴾ وإذا لم يكن في مقام التوحيد لا يقدم إلا إذا اقتضى المقام. في الحج في مقام التوحيد والنهي عن الشرك فخصص وجاء التقديم للقصر حصرًا حصر التسليم لله فقط. فى الزمر ليس في مقام توحيد (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ) فلا يقتضي التقديم. * ﴿الْمُخْبِتِينَ﴾ المُخبت تعبير عمّن سلك الخَبت وهو المكان المنخفض ضد المُصْعِد. وقد استعمله القرآن ليبلغ ذروة التواضع للمتواضع فكأنه سلك نفسه في الانخفاض.

ﵟ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۗ فَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا ۗ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ﵞ سورة الحج - 34


Icon