الوقفات التدبرية

في الأنبياء (أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ) وفي الجن...

في الأنبياء ﴿أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ﴾ وفي الجن ﴿أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا﴾ : في سورة الأنبياء قابل القريب بالبعيد ﴿أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ﴾ الوعد الذي هو يوم القيامة، وذكر في السياق أمورًا تتعلق بالآخرة هي ليست قريبة (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ) ﴿وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ﴾ وذكر جملة وعود تتعلق بأحوال الآخرة ﴿لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (103) يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ(104)﴾ هذه أمور ظاهرة البعد فناسب ذكر البُعد في آية الأنبياء. في سورة الجن قال قبلها ﴿حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا﴾ ثم قال (قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا (٢٥)) ﴿مَّا تُوعَدُونَ﴾ تحتمل يوم القيامة وتحتمل ما يرونه في نصر المسلمين في بدر وهو ليس بعيدًا كما ذكر في الأنبياء، وليست هناك قرينة سياقية تحدد معنى معينًا.

ﵟ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۖ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ ﵞ سورة الأنبياء - 109


Icon