الوقفات التدبرية

آية (٦٣) : (قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ...

آية (٦٣) : ﴿قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى﴾ * ﴿إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ﴾ : - قراءة حفص المشهورة والمثبتة هي ﴿إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ﴾ إن المخففة واللام الفارقة -لأنها تفرق بين النفي والإثبات- في ﴿لساحران﴾ ليس فيها أي إشكال، لابد أن يأتي مع خبرها اللام الفارقة هذه حتى تتميز بينها وبين ﴿إن﴾ النافية، لأنك لو حذفت اللام ستكون نافية (إن هذان ساحران) تنفي السحر عنهما بمعنى ما هذان ساحران، مثل (وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (١٨٦) الشعراء) أنت كاذب، وإن نظنك من الكاذبين لست كاذبًا. - هنالك قراءة أخرى صحيحة ومتواترة ﴿إنّ هذان لساحران﴾ إنّ تنصب المبتدأ وترفع الخبر فتكون الآية خارج القرآن إنّ هذين لساحران، لكن في العربية قد تأتي ﴿إنّ﴾ بمعنى نعم ، يتردد كثيرًا في كتب اللغة والنحو أن واحدًا قال لابن الزبير لعن الله ناقة حملتني إليك قال إنّ وراكبها، يعني نعم ولعن راكبها، ﴿إنّ﴾ من أقدم أدوات الإيجاب بمعنى نعم، و﴿إنّ﴾ في العبرية ﴿هِنّ﴾ بمعنى نعم وفي الآرامية ﴿إنّ﴾ بمعنى نعم، واستعملها فرعون على موسى ﴿إنّ هذان لساحران﴾ استعملها كما استعملها في العبرية القديمة وفي الآرامية لهذا المعنى، نعم هذان لساحران، وهذا من أعجب التعبير، استعملها بلغة عصره كما استعمل السيد بمعنى الزوج وكما استعمل الملك وفرعون وكما استعمل هامان والعزيز هذا مما يدل على الإعجاز وحينما نزلت هذه الاية ما ثبت أن كفار مكة اعترضوا وهم أهل بيان فهذه لغتهم، هذه لهجة عندهم وفيها تخريجات ﴿إنّ﴾ بمعنى نعم عندهم فليس فيها إشكال بالنسبة لهم، لكن الغريب أنها تستعمل في هذا الموطن في قصة فرعون وموسى الذي يتحدث هذه اللغة. - التخريج الآخر أن هذا على لغة من يجعل المثنى بالألف أيّاً كان موضعها في الجملة منصوب، مجرور، مرفوع والقرآن يستعمل أحيانًا بعض اللغات فهذه جاءت على تلك الللغة وهي موجودة في لغة العرب. - هناك تخريج آخر أنها ضمير الشأن، ﴿إنّ﴾ أصلها إنها ذان لساحران مثلها ضمير الشأن في ﴿فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ

ﵟ قَالُوا إِنْ هَٰذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَىٰ ﵞ سورة طه - 63


Icon