الوقفات التدبرية

آية (١٠٥) : (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا...

آية (١٠٥) : ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا﴾ * الآيات التي وردت بصيغة ﴿يسألونك﴾ و ﴿ويسألونك﴾ : - أحيانًا تقع عدة أسئلة في موضع واحد في وقت واحد فالسؤال الأول ﴿يسألونك﴾ وفي الأسئلة الأخرى يقول ﴿ويسألونك﴾، مثال (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ (٢١٩) البقرة) هذا ابتداء هذا أول سؤال وبعدها يأتي ﴿وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ﴾ عطف على السؤال الأول ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى﴾ وبعدها ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ﴾ هذا أمر. - قد يكون السياق فيه متعاطفات فيقع السؤال ضمنها مثل (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ (٧٩) الإسراء) ﴿وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ﴾ ﴿وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ﴾ ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾ ﴿وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ﴾ ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ﴾ وبعدها ﴿وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ﴾ وبعدها ﴿وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـذَا الْقُرْآنِ﴾ كلها في سياق المتعاطفات. - أو واقع ضمن مشهد يحسن السؤال فيه مثل ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ﴾ هذه واقعة ضمن مشاهد القيامة يتناسب ذكرها فيه. * دخلت الفاء على هذا الجواب دون غيره في كل القرآن أي (يسألونك فقل) لأن المعنى "إن سألوك عن الجبال فقل" فتضمن الكلام معنى الشرط. فقد علم أنهم سيسألونه عنها فأجابهم قبل السؤال. وأما الأسئلة الأخرى فقد تقدّمت وسألوا عنها النبي صلى الله عليه وسلم فجاء الجواب عقِب السؤال فخلت من الفاء. * الفرق بين يستفتونك و يسألونك و يستنبؤنك: يستفتونك المفتي هو الذي يدلك على ترجيح أحد الرأيين وهذا قد يتغير من مكان وزمان وهذا معروف في كتب أصول الفقه لا يُنكر تغير الفتوى بتغير الزمان أو المكان. يسألونك المسؤول معلِّم والسائل طالب علم. يستنبؤنك ﴿وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ﴾ أنت عندك علم أو خبر هم لا يعرفوه.

ﵟ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا ﵞ سورة طه - 105


Icon