الوقفات التدبرية

آية (١١٨- ١١٩) : (إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى *...

آية (١١٨- ١١٩) : ﴿إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى(119)﴾ * هنالك تناسب بين الجوع والعري وبين الظمأ والحرّ، الجوع هو خلو الباطن من الطعام والعُري هو خلو الظاهر من اللباس. والظمأ ألم الباطن و﴿تضحى﴾ ألم الظاهر، لا تضحى يعني لا يصيبك حرّ ، ضحى أن يكون بارزًا للشمس تؤذيه، ثم الحر يؤذي إلى الظمأ. * ﴿إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ(119)﴾ الأولى ﴿إِنَّ﴾ بكسر الهمزة والثانية ﴿وَأَنَّكَ﴾ بفتحها: - من حيث اللغة: - ﴿لَكَ﴾ الجار والمجرور خبر إنّ، اسم إنّ ﴿أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى﴾ مصدر مكون من (أن مصدرية ناصبة - لا)، ﴿وَأَنَّكَ﴾ أيضًا مصدر ﴿أنّ﴾ مصدرية مؤكدة، وهذا المصدر ﴿وَأَنَّكَ﴾ معطوف على المصدر السابق ليس جملة مستقلة والمعنى ﴿أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى﴾ ولك أيضًا أنك لا تظمأ فيها ولا تضحى أى إن لك هذا ولك هذا. - لو قال ﴿إِنّك﴾ بالكسر تصير استئنافية و لصارت عطف جملة على جملة فتكون جملة جديدة حكمها مختلف وتتغير الدلالة. - من حيث الدلالة: - جاء مع الأول بـ ﴿أن﴾ الخفيفة ﴿أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى﴾ طبعًا الجوع يسده الأكل والعُري يسده اللباس، والذي أخرج آدم من الجنة الأكل مع أنه غير جائع وترتب عليه أنه عرى ثم أخرج من الجنة. - جاء مع الثاني ب﴿أنّ﴾ ﴿وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى﴾ وهو لم يحصل في الجنة فلم يظمأ ولم يضحى، فالفعل الأول وقع والثاني لم يحصل لذا أكّد الثاني .

ﵟ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ ﵞ سورة طه - 118


Icon