الوقفات التدبرية

آية (٣٧) : (فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا...

آية (٣٧) : ﴿فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ * شبّه الله تعالى إنشاءه مريم بإنبات النبات الغضّ زيادة في لطفه تعالى وعنايته بها وجعل من ذاته فاعلاً لفعل الإنبات وما ذلك إلا تشريفاً وتعظيماً لقدرها الشريف. * ﴿وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا﴾ وليس أنبتها إنباتاً: أحياناً نأتي بالفعل ونأتي بمصدر فعل آخر ليجمع المعنيين، في الآية الله تعالى هو من أنبتها فلم يجعل لها فضلاً لكن جعل لها من معدنها الكريم قبول هذا النبات وأنبتها فنبتت نباتاً حسناً أي طاوعت هذا الإنبات، بينما لو قال إنباتاً لم يجعل لها فضلاًً. * ﴿دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا﴾ الكلام في الآية والآيات التي سبقتها في مريم عليها السلام وليس في زكريا لذا قدّم ﴿عَلَيْهَا﴾. * ﴿مِنْ عِندِ اللّهِ﴾ وكان يكفيها أن تقول ﴿من الله﴾، لكن السؤال ﴿أَنَّى لَكِ هَـذَا﴾ استفهام عن المكان أي من أين لك هذا؟ فكان الجواب من جنس الاستفهام بإيراد ما يدل على المكان. * جاءت بالضمير ﴿هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ﴾ لدلالة التعظيم والتفخيم لرزق الله تعالى.

ﵟ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﵞ سورة آل عمران - 37


Icon