الوقفات التدبرية

آية (١٥٧)-(١٥٨) : (وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ...

آية (١٥٧)-(١٥٨) : ﴿وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (157) وَلَئِن مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى الله تُحْشَرُونَ(158)﴾ * في الأولى قدّم القتل وفي الثانية قدّم الموت: قد يكون هذا لغرض التلوين والتنويع في الأسلوب حتى لا يصير نفس الرتابة، لكن هناك شيء آخر وهو أنه لما تكلم عن الشهادة في سبيل الله يعني قدّمها على الموت الإعتيادي لأنها مقدمة وللشهداء منزلة. لكن لما تكلم عن الموت والقتل الإعتيادي كأن قد يُقتَل خطأ أو بثأر أو تقتله أفعى، فقدّم الشيء الطبيعي والأكثر الذي هو الموت. * الفرق بين ﴿مُتُّمْ﴾ بالضم ومِتم بالكسر(أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ (٣٥)المؤمنون) : مُتم مسندة إلى المعلوم أي مُتُّمْ أنتم والتاء ضمير مبني في محل رفع فاعل، أما ﴿مِتُّمْ﴾ بالكسر مبنية للمجهول بمعني من وقع عليه الموت بمعنى أُمِتُّم. الضمة أثقل الحركات، حالة الموت المذكورة في آل عمران أثقل وأشد مما هو مذكور في آية المؤمنون حيث ذكر أولاً معركة أحد وما أصابهم من قتل ثم ذكر الموت في الغزوات والضرب في الأرض وهذا كله موت في الغربة، بينما في سورة المؤمنون يتحدث عن الموت على الفراش بين الأهل (أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ (٣٥))، أيها الأصعب؟ الموت في الغربة والجهاد فجاء معها بالحركة الأثقل .

ﵟ وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﵞ سورة آل عمران - 157


Icon