الوقفات التدبرية

آية (١٧٤) : (فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ...

آية (١٧٤) : (فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (١٧٤)) * وُصِف الفضل بالعظيم في ثماني آيات في القرآن وإذا كان الوصف بلفظ العظيم يكون متصل الإسناد مباشرة باسم الجلالة ﴿الله﴾ ويكون الوصف متعدداً واسعاً ، بينما وصف الفضل بالكبير في ثلاث آيات وذلك عندما تكون الاشارة إلى فضل من الله تعالى بغير إسناد مباشر للفظ الجلالة ﴿الله﴾ ويكون الوصف منحصراً، وجاء وصف الفضل بالمبين في آية واحدة لأن الأمر دنيوي مباشر ظاهر ملموس . * ختمت آية (٢٩) بسورة الحديد بالتعريف ﴿وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ وهنا ﴿وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ﴾ : السياق في آل عمران في أُحد وفي نجاتهم مما كان يراد بهم فلم يمسسهم سوء، أما لو مسهم سوء لهم أجر. أما فى سورة الحديد (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (٢٨) لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّن فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٢٩)) مغفرة ورحمة ونور هذه أكبر فجاءت معرفة لتفيد العموم والشمول أما التنكير فيفيد التقليل.

ﵟ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ﵞ سورة آل عمران - 174


Icon