الوقفات التدبرية

آية (١٩٣) : (رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي...

آية (١٩٣) : ﴿رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ﴾ * الفرق بين ﴿فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا﴾ و ﴿وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا﴾ : السيئات هي صغائر الذنوب وقد تكون من اللمم أما الذنوب فهي الكبائر. التكفير في الأصل الستر وأصلها كفر البذرة أي غطاها بتراب والزارع يسمونه الكافر لأنه يستر البذرة في الأرض، والليل سمي كافراً لأنه يستر الناس. المغفرة من المِغفَر وهو ما يُلبس في الحرب حتى يمنع السِهام. أيها الأمنع من الإصابة المِغفر أو التراب؟ المِغفر، الليل يستر لكن لا يمنع سهماً أما المِغفر يمنع، فلما كان الذنب أكبر من السيئة ويصيب الإنسان إصابة كبيرة فهو يحتاج إلى مانع أكبر ولمغفرة أشدّ. * جاء الدعاء ب﴿ربنا﴾ دون إسم الجلالة في الآيات (١٩١- ١٩٥) فلم يقولوا يا الله لما في وصف الربوبية من الدلالة على الشفقة بالمربوب ومحبة الخير له ومن الاعتراف بأنهم عبيده. ولِردّ حُسن دعائهم بمثله قال الله تعالى ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ﴾. * ﴿مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ﴾ المنادي هو الذي يرفع صوته بالكلام ويبالغ في الصياح به ومن المعلوم أن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن بالصياح ورفع الصوت ولكن آثر تصوير الدعوة بالنداء ليبيّن حرص النبي على المبالغة في الإسماع بالدعوة، وأيضًا للدلالة على بُعدِهم عن الإيمان لما دعاهم وأن النبي كان في موضع عالٍ يناديهم وهو موضع الإيمان.

ﵟ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ۚ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ ﵞ سورة آل عمران - 193


Icon