الوقفات التدبرية

آية (۱٥ - ۱٦) : (ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ...

آية (۱٥ - ۱٦) : ﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ(16)﴾ * جاء التوكيد مع ذكر الموت بـ ﴿إنّ﴾ واللام، أما مع ذكر ابعث جاء التوكيد بـ ﴿إنّ﴾ فقط لأن هناك قاعدة نحوية أن اللام إذا دخلت على الفعل المضارع أخلصته للحال فلا يصح أن يقال لتبعثون لأنها لن تفيد الإستقبال. يوم ولا تصح اللام هنا لأن الكلام على يوم القيامة. * أكد الموت توكيدين في آية سورة المؤمنون ومرة واحدة في آية سورة الزمر (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ (٣٠)) : - ذكر الموت في سورة المؤمنون ۱٠ مرات بينما ذكر في سورة الزمر مرتين فقط. - تكررت صور الموت في سورة المؤمنون أكثر منها في سورة الزمر ففي سورة المؤمنون الكلام أصلًا عن خلق الإنسان (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ ... فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) وهذا أكبر دليل على أن إعادته ممكنة ولا شك أنها أسهل من الخلق والإبتداء، فجعل سبحانه وتعالى توكيدين في الخلق وتوكيدًا واحدًا في البعث لأن البعث أهون عليه من الخلق من عدم وكلهما هين على الله تعالى. - لو لاحظنا ما ذكره تعالى في خلق الإنسان لتُوهّم أن الإنسان قد يكون مخلّدًا في الدنيا، وكثيرًا ما يغفل الإنسان عن الموت وينساق وراء شهواته فيعمل الإنسان عمل الخلود، فأراد تعالى أن يُذكّرهم بما غفلوا عنه، وكل المحاولات للخلود في الدنيا ستبوء بالفشل مهما حاول الناس للخلود لا يمكنهم هذا. - الآية لم ترد في سياق المنكرين للبعث فليس من الضرورة تأكيد البعث كما أكدّ الموت.

ﵟ ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَٰلِكَ لَمَيِّتُونَ ﵞ سورة المؤمنون - 15


Icon