الوقفات التدبرية

آية (٨٣) : (لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ...

آية (٨٣) : ﴿لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ﴾ * في المؤمنون ﴿لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ﴾ وفي النمل ﴿لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ﴾: في الجملة العربية: يأتي الفعل والفاعل ثم يأتي المفعول، ولما تدخل إحدى النواسخ (كان وأخواتها) على مبتدأ وخبر ﴿كان﴾ تأخذ اسمها أولاً لأن أصله مبتدأ ثم تأخذ الخبر ثم يأتي بعد ذلك ما يأتي من المعطوفات أو المفعولات هكذا هو النظام. نقول: كان زيدٌ ناجحًا وعمرو، نذكره بعد ذلك هذا الأصل. يمكن أحيانًا أن نغيّر النظام لأن العربية لغة مُعربة فيجوز فيها التغيير فبدل أن نقول كتب زيدٌ رسالةً يمكن أن نقول كتب رسالةً زيدٌ. في سورة المؤمنون جاءت على الأصل، قبلها (قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (٨٢)) ﴿كُنّا﴾ كان مع اسمها مثل كان زيد، ﴿تُرَابًا﴾ خبرها مثل (كان زيد مجتهدًا)، ﴿وَعِظَامًا﴾ معطوف على الخبر مباشرة مثل (كان زيد مجتهدًا وكريمًا) أتى نظام الجملة كما هو، وما بعده ﴿لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا﴾ المفعول به ﴿هَذَا﴾ جاء متأخرًا وفق النظام في اللغة مثل (كتب زيدٌ رسالةً). في سورة النمل غيّر النظام ﴿لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا﴾ بتقديم المفعول فقبلها (أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآَبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ (٦۷)) بتقديم ﴿تُرَابًا﴾ والنظام في غير القرآن أن يقال: إءذا كنا نحن وآباؤنا ترابًا، لكنه قدّم المنصوب وجعله فاصلًا بين المعطوف والمعطوف عليه حتى يكون هناك نوع من التناسق.

ﵟ لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَٰذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﵞ سورة المؤمنون - 83


Icon