الوقفات التدبرية

* تقديم شبه الجملة (لله) مع أن المبتدأ معرفة (ما) إسم موصول، لله ما في...

* تقديم شبه الجملة ﴿لله﴾ مع أن المبتدأ معرفة ﴿ما﴾ إسم موصول، لله ما في السموات والأرض أي له وحده قصراً وحصراً، أسلوب قصر أفاد الحصر والتخصيص والتوكيد فلا شيء في هذا إلا لله، * قال تعالى ﴿وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً﴾ مرتين في سورة النساء فقد ختمت الآية (١٧١) بنفس الختام: في الآية (١٣٢) قال قبلها ﴿وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا﴾ هذه الفاء ليست الفاء الواقعة في جواب الشرط وإنما هي تعليلية وجواب الشرط محذوف تقديره وإن تكفروا فإن الله لا ينقصه كفركم وكفركم لا يضره فهو سبحانه يملك السموات والأرض ويملك ما بينهما، من كفر فإن كفره لا يضر الله ومن آمن فإن إيمانه لن يزيد الله شيئاً، لأنهم استغنوا عن الله بالكفر فإن الله غني عنهم، ثم قال ﴿وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً﴾ للتأكيد على نفس المعنى السابق، فما دام هو يمتلك ما في السموات والأرض فبالتأكيد هو وكيل حافظ لهذا المُلك. في الآية (١٧١) عندما جاء الكلام عن النصارى الذين ادعوا أن المسيح هو الله أو ابن الله فبين لهم الله في نهاية سورة النساء ﴿إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ﴾ يبين لهم أن المسيح ليس إلا رسول إنسان ثم يبين لهم أنه سبحانه لا يتخذ ولداً ﴿إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ﴾. وختمت الآية ﴿وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً﴾ فالله ليس في حاجة إلى ولد ليدبر معه الكون فمن احتاج الولد فهو عاجز يريد ولداً يمد حياته ويسانده، فالله يبين لهم أنه ليس في حاجة إلى الولد وأنه يملك السموات والأرض ملكاً تاماً ولا ينازعه أحد في ملكه.

ﵟ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﵞ سورة النساء - 132


Icon