الوقفات التدبرية

* (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ)؟ بماذا آمن...

* ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ﴾؟ بماذا آمن هؤلاء إذا كان الله يامرهم أن يؤمنوا؟ العلماء لهم هنا ثلاثة أقوال: 1. أن الكلام قبله كان مع أهل الكتاب فالمقصود هنا: يا أيها الذين آمنوا بموسى والتوراة وعيسى والإنجيل آمنوا بمحمد والقرآن. 2. رأي آخر يقول: الخطاب مع المؤمنين، أي اثبتوا على الإيمان وافعلوا مقتضيات هذا الإيمان. 3. وهناك قول ثالث أنه يا أيها الذين آمنوا بألسنتهم آمنوا بقلوبكم فالخطاب مع المنافقين ولم يقل لهم يا أيها الذين نافقوا أبداً لأنه لم يرد أن يبعدهم من قبيل لا تعن الشيطان على أخيك، فخاطبهم يا أيها الذين آمنوا. * لم تقل الآية "والكتب التي أنزل من قبل" وإنما استخدمت ﴿وَالْكِتَابِ﴾ بالمفرد إشارة إلى أن كل هذه الكتب كتاب واحد، وحدة المصدر ووحدة الرسالة. * جاء خصّ الله تعالى وصف القرآن بصيغة ﴿نزّل﴾ بينما جاء وصف الكتاب المنزّل من قبل خالياً من التضعيف ﴿أنزل﴾ : كلمة ﴿نزّل﴾ على وزن فعّلأ والفعل الثلاثي الذي على وزن فعّل مضعّف يدل على التكثير، نقول قتّل، بدّل، حرّف دليل على فعل الشيء بكثرة، عندما يضعّف الثلاثي "زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى"، فكلمة ﴿نزّل﴾ تدل على التدرج كثرة التنزيل، وهذه الصيغة توافق ما حدث في نزول القرآن منجماً مفرقاً، أما الإشارة إلى الكتب التي أنزلها الله تعالى على الأنبياء السابقين جاءت بصيغة ﴿أنزل﴾ أي نزل جملة واحدة كالتوراة.

ﵟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ ۚ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﵞ سورة النساء - 136


Icon