الوقفات التدبرية

* قال تعالى هنا (لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ...

* قال تعالى هنا ﴿لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ﴾ وفي المائدة (لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ (٧٧)) : الغلو معناه الإفراط ومجاوزة الحدّ. ما هو هذا الحق؟ أن الله سبحانه وتعالى لا شريك له وأن عيسى رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم. آية النساء في القول فيها أمر بأن يقولوا الحق ﴿وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ﴾ وفي المائدة ليس في القول وإنما نهي أن يقولوا غير الحق ﴿لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ﴾ فلا يصح في المعنى أن يقال لا تغلوا في دينكم إلا الحق فمعناه استثنى أن قسم من الغلو فيه حق ، والغلو قطعاً ليس حقاً. (( يجوز أن يقال خارج القرآن لا تقولوا على الله غير الحق لكن لا يمكن أن يقال لا تغلوا في دينكم إلا الحق)). * تقديم ﴿سبحانه﴾ كما في الآية وتأخيرها كما في يونس (قَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ (٦٨)) : سبحانه تنزيه لله عز وجل، ﴿سبحان﴾ مصدر منصوب لفعل محذوف تقديره أسبح، وهو مصدر سماعي. والله تعالى يسرد أقوالهم ثم يرد عليهم بأن الله منزّه عن ذلك، ونلاحظ لم يقل قالوا اتخذ الله ولداً وكذبوا وإنما الأمر أعظم وأكبر من أن يعلق عليهم بأنهم كذبوا لأن نسبة ولد إلى الله أشنع الكفر وأبشعه فيقول ﴿سُبْحَانَهُ﴾. أحياناً تقدم ﴿سُبْحَانَهُ﴾ إذا لم ينص في الآية بادّعاء القول أن له ولد ﴿سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ﴾، وعندما تأتي (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (٢٦) الأنبياء) (قَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ (٦٨) يونس) ذكر القول أولاً فيقال ﴿سُبْحَانَهُ﴾ بعد ذكر القول.

ﵟ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۖ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ ۚ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ ۚ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ۘ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﵞ سورة النساء - 171


Icon