الوقفات التدبرية

آية (52): *ما اللمسة البيانية في كلمة (ويتّقهِ) بتسكين القاف؟ (د.فاضل...

آية (52): *ما اللمسة البيانية في كلمة ﴿ويتّقهِ﴾ بتسكين القاف؟ (د.فاضل السامرائى) قال تعالى في سورة النور (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ {52}) جاءت كلمة ﴿وَيَتَّقْهِ﴾ بتسكين القاف والقياس أنه يجب أن تكون بالكسرة ﴿ويتّقِهِ﴾ فالتسكين يخفف القاف فلماذا؟ لا نجد في القرآن الكريم فعل بالمواصفات الآتية: فعل متصل بضمير الغيبة (الهاء) فيه حركة + حرف مكسور + ضمير الغيبة (الهاء) مكسور. وإنما جاء ت الأفعال التالية في القرآن نحشُرُه بالضمّ، وقتَلَهُ بالفتح، ونُصلِهَ بالكسر، واقتدِه. وجاءت كلمة ﴿وَيَتَّقْهِ﴾ بالتسكين لتخفيفها وتخفيف النطق بها بدل القول (يتّقِهِ) لأنه لم يرد في القرآن فعل بهذه الحركات مجتمعة.وهذه قراءة حفص أما بقية القُرّاء يقرأونها يتقِهِ. وهذه لغة لبعض العرب في كل معتلّ حُذِف آخره ، عموم العرب يقولون يتقي وبعضهم يقول يتق، مثل بقية المجزوم من الأفعال الصحيحة لم أرْ زيداً، فهذه لغة حفص أخذ بهذه اللغة بينما عموم العشرة يقرأونه ويتقِهِ بالقاف المكسورة، والهاء مفعول به معناها ويخشى الله ويتقي الله. إذن هذه لغة نزل بها جبريل تخفيفاً فقرأ بها حفص ورواها أهل اللغة واستشهدوا لها بشواهد والتسعة الآخرون أخذوها باللغة المشهورة (يتقِهِ).

ﵟ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ﵞ سورة النور - 52


Icon