الوقفات التدبرية

* في كتاب معاني النحو كتب الدكتور فاضل عن ضمير الفصل في القرآن...

* في كتاب معاني النحو كتب الدكتور فاضل عن ضمير الفصل في القرآن الكريم فهل يمكن شرحه؟ (د. فاضل السامرائي) الأصل فيه وتسميته أنه هو إعلان أن ما بعده خبر لا تابع، يفصل التابع والخبر. ضمير الفصل له أغراض، أحياناً يأتي للإختصاص يعني قصر شيء على شيء مثل (أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ (104) التوبة) تخصيص وقصر لو حذفنا ﴿هو﴾ لا يكون اختصاصاً ولا قصراً لو قلت أن الله يقبل التوبة عن عباده، هذه ليست قصراً، فلان يقبل وفلان يقبل. ومن فوائده التوكيد ، نأخذ مثالين حتى يتضح التوكيد (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) التوبة) من دون ﴿هو﴾، (وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72) التوبة) أتى بالضمير ﴿هو﴾ لأن الجزاء أكبر فاحتاج للتوكيد. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) الصف) من دون ﴿هو﴾، (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111) التوبة) هنا ليس إدخال الجنة فقط وإنما بيع وشراء، لما كان الجزاء أكبر يأتي بالضمير للتأكيد. ثم التوكيد أقسام، توكيد القصر الحقيقي (إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) البقرة) (وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121) البقرة) هذا قصر حقيقي (فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8) الأعراف) هذا قصر حقيقي. وأحياناً يأتي القصر على جهة المبالغة مبالغة في القصر يعني هؤلاء أولى من يُسمى بهذا الإسم، لما ذكر المنافقين قال (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ (12) البقرة) أليس هناك مفسدون غيرهم؟ بلى. قال (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء (13) البقرة) وقال (وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ (5) النساء) هناك سفهاء آخرين لكن أولئك أولى من يسمى سفهاء، هذا للمبالغة. وعندنا أمور أخرى منها توكيد معنى الكمال (إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) البقرة) يعني الكامل فيه، (وَأُوْلـئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ (105) النحل). هذه أبرز ما يمكن أن نقوله في ضمير الفصل الآن.

ﵟ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﵞ سورة التوبة - 104


Icon