الوقفات التدبرية

* (ورتل القرآن ترتيلاً ) : (وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا...

* ﴿ورتل القرآن ترتيلاً ﴾ : (وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5)) لقد عبّر القرآن الكريم عن الأرض قبل نزول المطر بأنها ﴿هامدة﴾. ووردت ذات الصورة في قوله تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37) فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ (38) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ (39) فصلت) فلماذا هذا الاختلاف في التعبير؟ وهل هو لمجرد التنويع أم لأجل التناسق في رسم الصورة؟ تأمل سياق الصورتين يتبين لك وجه التناسق بين ﴿هامدة﴾ و﴿خاشعة﴾. فالجو في السياق الأول لقوله ﴿وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً﴾ جو بعث وإحياء وإحراج مما يتسق معه تصوير الأرض بالهمود وهي درجة بين الحياة والموت. والجو في السياق الثاني هو جو عبادة وخشوع وسجود يتسق معه تصوير الأرض بأنها خاشعة. وهذا لون من الدقّة في تناسق الحركة المتخيّلة يسمونه البيان على كل تقدير.

ﵟ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ ۚ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ۖ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّىٰ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ۚ وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ﵞ سورة الحج - 5


Icon