الوقفات التدبرية

آية (22): *ما دلالة (إلا) في قوله تعالى في سورة المؤمنون (لَوْ كَانَ...

آية (22): *ما دلالة ﴿إلا﴾ في قوله تعالى في سورة المؤمنون (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ {22})؟ (د.فاضل السامرائى) إلا هنا بمعنى غير وهي ليست إلا الإستثنائية وإنما هي صفة بمعنى غير. * ما إعراب ﴿إلا الله ﴾فى قوله تعالى(لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا (22)) ؟ ﴿إلا﴾ تأتي بمعنى ﴿غير﴾ كما أن ﴿غير﴾ تأتي بمعنى ﴿إلا﴾ قال تعالى:(لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا (22) المفسرون والنُحاة قالوا ﴿إلا﴾ هنا بمعنى غير ولا يصح أن تكون أداة إستثناء، لا يجوز أن تكون أداة إستثناء لأنه لو أثبت الإستثناء لأثبت تعدد الآلهة وهذا يتنافى مع جلال الله تعالى. هذه الآية ظاهرة وهم يضعون لها شروطاً. إعراب ﴿إلا اللهُ﴾ في الآية ﴿لو كان فيهما آلهة إلا الله﴾: هذه فيها أمر ﴿إلا﴾ عند النحاة بمعنى ﴿غير﴾ ولا يجوز الإستثناء. وإعرابها النحاة مختلفون: قبلها مرفوع ﴿آلهةٌ﴾ والصفة تكون مرفوعة أيضاً، معنى الآية لو كان فيهما آلهة غير الله. إعرابها: قسم يقول ﴿إلا اللهُ﴾ صفة تكون مرفوعة، هي ﴿إلا﴾ صفة لكن الحركة ذهبت إلى ما بعدها على طريقة العاريّة. مثلاً عندنا في العربية ﴿أل﴾ قد تكون إسماً موصولاً، وصفة صريحة كما نقول أقبل القائمون، أقبل المسافرون، هي ﴿أل﴾ إسم الموصول ولكن الإعراب تخطّاها لما بعدها (مسافر)، ﴿أل﴾ هي المفروض أن تُعرب (رأيت البائع، مررت بالبائع) الإعراب يتخطاها لما بعدها مع أنها اسم موصول عن طريق العاريّة ينتقل الإعراب من ﴿أل﴾ إلى ما بعدها. وكما انتقل الإعراب من ﴿أل﴾ إلى ما بعدها في الآية أيضاً ﴿إلا اللهُ﴾ انتقل الإعراب من إلا إلى ﴿اللهُ﴾ هذا التخريج هو أشهر التخريجات. بعض الآيات تستشكل على غير المتعلم أما المتعلم وأهل اللغة فيعرفونها. والقرآن ليس كتاباً نحوياً ولم يجمع أبواب النحو ولا جمل النحو مثلاً (لا سيما) لم ترد في القرآن. فالقرآن كتاب هداية وتوجيه وليس كتاب نحو ولم يجمع تعبيرات نحوية أو القواعد النحوية وكثير من المفردات والتعبيرات النحوية والأحوال غير موجودة في القرآن.

ﵟ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ﵞ سورة الأنبياء - 22


Icon