الوقفات التدبرية

آية (76) : * (وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ...

آية (76) : * (وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) الأنبياء) (وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75) وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) الصافات) ما الفرق بين ﴿فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ﴾ ﴿وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ﴾؟ وما اللمسة البيانية في استخدام الواو والفاء؟ المعلوم أن الفاء تفيد الترتيب والتعقيب. الواو لمطلق الجمع. لو نظرنا في الموضعين إحداهما في الأنبياء والأخرى في الصافات. لنفهم مجيء الفاء نقرأ ماذا قال في الأنبياء (وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76)) يعني مباشرة فيها سرعة (وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (77)). في الصافات قال (وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75) وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ (77) الصافات) الآن ننظر في السياقين والموقف: - الموقف في الأنبياء أشد بدليل ﴿وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا﴾ نصرناه معناها كأنه كان في حالة حرب، نصرناه على خصمه أو عدوه لم يقل في الصافات نصرناه. - وصف القوم ﴿الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا﴾ ولم يصفهم في الصافات أصلاً لم يذكر القوم. - ثم وصفهم وقال ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ﴾ ولم يصفهم في الصافات. - ثم ذكر عاقبتهم ﴿فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ أيّ الموقفين أشد؟ في الأنبياء إذن يحتاج إلى سرعة إنجاء، هذا الموقف يحتاج إلى سرعة لينجيهم أما في الصافات فلا تحتاج، إذن كل واحدة في مكانها بيانياً، لا يصح في البيان أن نبدل واحدة مكان أخرى.

ﵟ وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﵞ سورة الأنبياء - 76


Icon