الوقفات التدبرية

* آية (110) : * مقارنة بقوله تبارك وتعالى (إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ...

* آية (110) : * مقارنة بقوله تبارك وتعالى (إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ(110)الانبياء) و (إِلَّا مَا شَاء اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى(7) الأعلى)، لكن ربنا تبارك وتعالى أحيانا يكتفى بذكر (وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ(26) محمد) دون ذكر الجهر أساساً، فكيف نفهم هذا وما اللمسة البيانية هنا؟ هو فى الآية الكريمة في سورة الأنبياء (إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ(110)) قدم الجهر على الكتمان ونحن قلنا السياق هو الذي يحدد وقبلها تقدم قوله (فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنتُكُمْ عَلَى سَوَاء وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ(109)) آذنتكم يعنى أعلمتكم والإيذان هو الإعلام والإشهار - من الآذان – إذن هو الآن قال آذنتكم يعنى أعلمتكم وأشهرت لكم ، ﴿عَلَى سَوَاء﴾ يعنى لم أترك أحداً يعنى مستويين فى الإعلام، إذاً لما قال ﴿آذَنتُكُمْ﴾ بدأ بالجهر ولذلك قدم الجهر فقال ﴿يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ﴾ لأنه أعلمهم . بالنسبة للآية التى ذكرتها (إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى(7) الأعلى) أيضاً قدم الجهر على الإخفاء وقال قبلها (سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى(6)) الإقراء هل يكون بالسر أم بالعلن؟ ﴿سَنُقْرِؤُكَ﴾ خاص بالقرآن الكريم الذي أنزل على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، إذاً الإقراء يكون بالجهر بخلاف القراءة فالقراءة تكون سراً وجهراً ، فلما قال ﴿سَنُقْرِؤُكَ﴾ صار جهراً فقدم الجهر. المقام هكذا هنا والسياق هكذا يقتضي تقديم الجهر . بالنسبة للآية الأخرى في سورة محمد لو قرأنا الآية سيتضح الأمر (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ(26)) إذاً هم ذكروا الجهر وبقى الإسرار حينما قالوا ﴿سَنُطِيعُكُمْ﴾ ذكروا الجهر . لكنهم قالوا ﴿فِي بَعْضِ الْأَمْرِ﴾ ما هو بعض الأمر؟ ما أسروه ، فقال تعالى ﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ﴾ . فهو الآن ذكر ما جهروا به ، ولكن ماذا عما أسرّوه؟ قالوا ﴿سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ﴾ ليس فيها إشكال وإنما المسألة في الإسرار ماذا أسرّوا فى أنفسهم؟ ما هو الأمر الذي سيطيعونهم فيه ؟ الله أعلم به. في قوله تعالى في سورة طه (وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى(7) طه) ما هو الذي أخفى من السر؟ الذى لم يصل إلى السر بعد ، أنت الآن هل تعلم ما سوف تسرّ بعد غد؟ لا. إذاً هذا مخفى فهو أخفى من السر. فالله يعلم ليس فقط السر ولكن قبل أن يحصل السر يعلم الله ماذا سأسرّ. أنت الآن لا تعلم ما سوف تسره بعد ساعتين أليس كذلك؟ فالله يعلم بهذا قبلك، عندما يأتى صار سراً ولكن قبله أخفى من السر . * أخفى يعنى أدق وأصغر ؟ نعم. فالله يعلم ما لا يعلمه الإنسان فى نفسه قبل أن يصل إليه، إذاً فالله سبحانه وتعالى أعلم بأنفسنا منا. قبل أن يصل السر إلى أنفسنا يعلمه الله. وهذا أخفى من السر. * إذاً فالجهر أعلمه أنا ويعلمه غيرى والسر أعلمه أنا ولا يعلمه غيرى وما أخفى من السر يعلمه الله ولا أعلمه لا أنا ولا غيرى. سبحان الله والله أكبر. هى خارج القرآن بمعنى يعلم السر وأخفى من السر؟ نعم.

ﵟ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ ﵞ سورة الأنبياء - 110


Icon