الوقفات التدبرية

فروق في الصيغ بين سورتي "الأعراف" و "الشعراء": ففي سورة...

فروق في الصيغ بين سورتي "الأعراف" و "الشعراء": ففي سورة "الأعراف" (قَالُواْ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ (١۲٥)) هم قالوا هذا وهذا بلغتهم لكن ذكر قسماً منها هنا وقسماً آخر هناك هذه أدق ترجمة بيانية لما قالوا صيغت بأسلوب مُعجِز فأنت إن أردت ترجمة قصة بلغة أخرى تختلف بحسب القدرة البيانية والأسلوب لمن يصوغها لكن المعاني كلها صحيحة واحدة. وأما سورة "الشعراء" (قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ (٥٠)) ﴿لَا ضَيْرَ﴾ مقابل لما اعتقدوه أولا ﴿وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ﴾ بأن نسبوا العزة إليه فظنوا أنه يقدر على ما يريده ويستبد بفعله، ثم لما وضح لهم الحق ورجعوا عن اعتقادهم وعلموا أن القدرة والعزة لله وحده سبحانه وسلموا لخالقهم ولم يبالوا بفرعون وملئه فقالوا﴿لَا ضَيْرَ﴾ أى لا ضرر ولا خوف من فرعون للدلالة على عدم الإكتراث بتهديده وشدة توعده، ثم هي مناسبة لمقام التفصيل.

ﵟ قَالُوا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ ﵞ سورة الأعراف - 125


Icon