الوقفات التدبرية

* الله ذو الرحمة، الله إسم العلم يقول أبو بكر إبن عربي أن إسم الله...

* الله ذو الرحمة، الله إسم العلم يقول أبو بكر إبن عربي أن إسم الله غير مشتق والاشتقاق يستلزم مادة يُشتق منها وإسم الله قديم والقديم لا مادة له ويستحيل الاشتقاق. وهناك من يقول أن الرحمن نعتاً لله وقسم يقولون الرحمن ليس نعتاً وإنما إسم علم والبعض يقول الرحمن بدل من إسم الله لأن الرحمن إسم لا يشاركه أحد فيه، حتى في سورة الفرقان قال (قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ (60) الفرقان) فما الفرق بين الإسم والتسمية والمسمى؟ وهل نستطيع أن نقول أن الله هو الرحمن أو أن الرحمن هو الله؟(د.فاضل السامرائى) الله في أرجح الأقوال أن أصلها الإله من المعبود، أله بمعنى عبد، قسم يقول بمعنى تحير يعني متحير فيه، الإله المعبود من ألِهَ يأله. من حيث الناحية اللغوية الهمزة الوسطية لـ﴿إله﴾ حُذفت وأدغمت اللام باللام فصارت الله أصبحت علماً على ربنا سبحانه وتعالى. ليست بمعنى الإشتقاقات المعروفة إسم فاعل، إسم مفعول ليست بهذا المعنى وإنما مأخوذة من ألِه. الرحمن قطعاً أصلها صفة مشبهة على وزن فعلان مثل عطشان غضبان، ذجرها صفة مشبهة مثل عطشان وغضبان، لكن قسم يقول الرحيم يوصف بها حتى الخلق (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (128) التوبة) أما الرحمن فلا يوصف بها إلا الله سبحانه وتعالى. الرحيم يوصف بها غير الله عز وجل أما الرحمن فلا يوصف بها إلا الله عز وجل. والأرجح في تقديرنا أن الرحمن نعت. هو الإسم واحد والبقية هي صفات، هي أسماء له وهي صفات. ﴿ولله الأسماء الحسنى﴾ الصفات له، القابض، المميت هذه صفات إسم فاعل، الرزاق القهار مبالغة، صفاته وأسماء له سبحانه وتعالى هي صفات وأسماء. إسمه الله والباقي صفاته وأسماؤه سبحانه وتعالى. الرحمن قطعاً صفة مشبهة لكن لا يوصف بها غير الله ولذلك قسم ذهب إلى أنها عَلَم لأنها خاصة بالله وهؤلاء قِلّة والأكثرون على أنها صفة. * ما الفرق بين استعمال ما و من وما دلالة استعمال ﴿ ما﴾ للعاقل؟ (د.فاضل السامرائى) ﴿من﴾ لذات من يعقل، للذات، من هذا؟ هذا فلان، من أبوك؟ أبي فلان، من أنت؟ أنا فلان. إذن ﴿من﴾ لذات العاقل سواء كانت إسم استفهام أم شرط أم نكرة موصوفة أم إسم موصول. ﴿ما﴾ تستعمل للسؤال عن ذات غير العاقل مثل ما هذا؟ هذا حصان، ما تأكل؟ آكل كذا. وتستعمل لصفات العقلاء، الذات أي الشخص الكيان. ﴿ما﴾ تستخدم لذات غير العاقل ولصفات العقلاء. لذات غير العاقل مثل الطعام (أشرب ما تشرب) هذه ذات وصفات العقلاء مثل تقول من هذا؟ تقول خالد، ما هو؟ تقول تاجر، شاعر. (فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء (3) النساء) عاقل، صفة، أي انكحوا الطيّب من النساء. ﴿ما﴾ تستخدم لذات غير العاقل وصفاتهم (ما لونه؟ أسود) ولصفات العقلاء (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) الشمس) الذي سواها هو الله. مهما كان معنى ﴿ما﴾ سواء كانت الذي أو غيره هذه دلالتها (وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى (3) الليل) من الخالِق؟ الله هو الخالق. إذن ﴿ما﴾ قد تكون لصفات العقلاء ثم قد تكون للسؤال عن حقيقة الشيء (قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ (60) الفرقان) يسألون عن حقيقته، فرعون قال (وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) الشعراء) يتساءل عن الحقيقة. وقد يؤتى بها للتفخيم والتعظيم (الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3) القارعة) (وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) الواقعة) تفخيم وتعظيم سواء كان فيما هو مخوف أو فيما هو خير، عائشة قالت أبي وما أبي؟ ذلك والله فرع مديد وطود منيب. فلان ما فلان؟ يؤتى بها للتفخيم والتعظيم (وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) الواقعة) (وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (41) الواقعة) ماذا تعرف عن حقيقتهم؟ التعظيم يكون في الخير أو في السوء أو ما يصيبه من السوء، قال ربنا عذاب عظيم وقال فوز عظيم قال عظيم للعذاب والفوز. النُحاة ذكروا هذه المعاني لـ ﴿ما﴾ في كتب النحو والبلاغة.

ﵟ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَٰنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا ۩ ﵞ سورة الفرقان - 60


Icon