الوقفات التدبرية

آية (56): * نعرف أن الخبر ثلاثة أنواع الخبر الابتدائي والخبر الطلبي...

آية (56): * نعرف أن الخبر ثلاثة أنواع الخبر الابتدائي والخبر الطلبي والخبر الإنكاري والخبر الإنكاري يؤكد بمؤكدين وأكثر وفي القرآن قوله تعالى (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56) القصص) هذه الآية فيها مؤكدين فهل كان الرسول(ص) منكراً حتى أُكِّد له بمؤكدين ﴿إنك﴾ و﴿لكن﴾؟ (د.فاضل السامرائى) الآية لتسليته الرسول صلى الله عليه وسلم كان حريصاً على هداية قومه أشد الحرص لكن لم ينجح في ذلك أن هداهم كلهم فهي من باب التسلية هي من باب تأكيد التسلية لا من تأكيد الإنكار يسليه حتى يرفع عنه ما في نفسه من الضيق هكذا كان يضيق وكان حريصاً عليهم حتى ربنا سبحانه وتعالى قال (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6) الكهف) فهو شديد التألم على قومه يريد أن يهديهم فيقول له إنك لا تهدي من أحببت يسليه لا من باب الإنكار وإنما من توكيد التسلية ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ﴾ أنت تبذل طاقتك واترك الخلق للخالق، أنت بلِّغ هو من باب تأكيد التسلية لأنه هو كان حريص أشد الحرص على هدايتهم، كان يتألم، باخع نفسه يعني يقتل نفسه. معنى باخع قاتل نفسه، يهلك نفسه ولذلك يحتاج إلى تسلية لأن هذه العاطفة الشديدة وما في نفسه يحتاج إلى تسلية ويحتاج إلى تأكيد تسلية على قدر ما في نفسه من البرم بهؤلاء ورغبته الشديدة بهم، على هذا القدر يتأكد. *لا لأن النبي عليه الصلاة والسلام يحتاج لتأكيد من رب العزة على أنه لن يهدي من أحب المصطفى عليه الصلاة والسلام؟ ليس لهذا الغرض؟ لا، أنت تسلي الشخص على مقدار ما في نفسه من الأذى فإذا كان الأذى خفيفاً وإذا كان الأذى شديداً تؤكد عليه هذا الأمر فبقدر ما في نفسه، باخع نفسه فيحتاج إلى توكيد تسلية. * (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء (56) القصص) الذي يشاء هنا هو الله أم العبد؟(د.فاضل السامرائى) من يشاء قسم يقول هي للعبد بدليل قوله تعالى ﴿وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ﴾ ﴿وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ﴾. وقسم يقول هي لله من حيث القدرة إذا أراد أن يفعل يفعل (ما شاء الله كان) (فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149) الأنعام) هذا أمر آخر. تلك من باب الصفات التي يذكرها ربنا سبحانه وتعالى قدرته التي لا تُحدّ ولا يحدها شيئ إذا أراد شيئاً يقول له كن فيكون، هذا أمر آخر. إذن هو أمر متعلق بشيئين بصفاته ما يشاء إذا أراد شيئاً وما يتعلق بالعبد، ذكر أمرين، ذكر الضلال قال ﴿وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ﴾ وقال في الهداية ﴿وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ﴾. * وفي قوله (وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ (30) الإنسان) هنا المشيئة البشرية معلّقة على المشيئة الإلهية؟ لا شك، طبعاً. * إذن هل للعاصي أن يقول الله شاء لي أن أكون هكذا؟ سنعود لنفس المسألة، العاصي يقول له أنت فسقت من تلقاء نفسه فأضلك الله والذي أناب يقول له أنت أنبت فهداك الله. * إذن المسألة مدار الكلام فيها على العبد نفسه هو الذي يختار لنفسه الهداية أم الضلال. ولله القدرة العامة إذا شاء، ذاك أمر آخر ذاك صفاته سبحانه

ﵟ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﵞ سورة القصص - 56


Icon