الوقفات التدبرية

يوسف عليه السلام لما عبّر رؤيا صاحبي السجن (وَقَالَ لِلَّذِي...

يوسف عليه السلام لما عبّر رؤيا صاحبي السجن (وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا (42) يوسف) على أنه أوتي تأويل الحديث قال ﴿ظن﴾ فماذا تفيد هذه العبارة؟ (د.فاضل السامرائى) الظن قد يأتي بمعنى اليقين من حيث اللغة. الظن درجات قد يكون هناك هاجس في النفس وقد يقوى ويقوى ويقوى حتى يكون يقيناً ، الظنّ هو أعلى درجات العلم وهو الشعور في الذهن الذي يصل إلى أعلى درجات العلم وهذا الظنّ الذي يصل إلى درجة التوكيد كما قال تعالى في سورة الحاقّة (إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ {20}). (قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ (249) البقرة) الظن هو درجات يصل إلى اليقين لكن يقين علم ما لم يبصر لا يقال ظننت الحائط مبنياً. اليقين علم ما لا يُبصر بمعنى غير مرئي ﴿إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ﴾ هل كان يشك؟ وقسم يقول الظن بمعناه لأن تأويل الرؤى هو من باب الظن الغالب، قسم يقول من باب الاجتهاد لأن تأويل الرؤى من باب الاجتهاد قالوا تأويل الرؤى ظني لا قطعي ليس من العلوم القطعية عندما تأول رؤيا فأنت تأوّلها بحسب اجتهادك. * لكن قال (قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41) يوسف)؟ هذا ما ذهب إليه، هذا ما رآه فمن ذهب إلى أنه بمعنى العلم تحتمله اللغة بمعنى العلم، والذي يذهب إلى أنه من باب الظن يعني عدم العلم تحتمله اللغة لأن تأويل الرؤى أصلاً ليس قطعياً. * حتى لو من نبي؟ هل كان نبياً آنذاك؟ لا ، اللغة تحتمل هذا وذاك. * لكن ما نتعلمه أن الظن ياتي بمعنى اليقين، هل هناك قرائن أم السياق هو الذي يحدد؟ لا، لا شك السياق يحدد وموجود في اللغة قبل القرآن "فقلت ظنوا بألفي مدجج" رفع السلاح وهددهم لكن هو عنده ألفي مدجج.

ﵟ وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ ﵞ سورة يوسف - 42


Icon