الوقفات التدبرية

آية (50): *انظر آية (37).↑↑↑ *ما دلالة استخدام المفرد ثم الجمع في قوله...

آية (50): *انظر آية (37).↑↑↑ *ما دلالة استخدام المفرد ثم الجمع في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ (50) الأحزاب)؟ (د.فاضل السامرائى) الرسول  له خالات وله خال واحد هو عبد يغوث. يذكرون من خالاته فريعة بنت وهب وذكروا هالة بنت وهب ويذكر خالة اسمها فاختة وله خال واحد. وهناك سؤال آخر عن العم والعمات في قوله تعالى ﴿وبنات عمك وبنات عماتك﴾ الرسول  له عمّات وبناتهم متزوجات وله أعمام كثيرون بناتهم متزوجات لكنه قال ﴿وبنات عمك﴾. ذكروا من أعمام الرسول  العباس وحمزة وعندهم بنات غير متزوجات لكن هؤلاء (العباس وحمزة) إخوان الرسول  من الرضاعة فإذن لا تحلّ للرسول  بناتهم وذكروا أبو طالب عنده أم هانئ لم تكن مهاجرة وفي الآية قال ﴿اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ﴾ فيكون له عمّ واحد فقط له ابنة والباقي متزوجات فقال ﴿وَبَنَاتِ عَمِّكَ﴾. هذا هو الواقع وهذا أمر تاريخي. * (د.فاضل السامرائى) : الذي لاحظناه في القرآن الكريم أنه إذا استعمل الفعل المضارع بعد الشرط فمظنة التكرار. واستعمال الماضي مظنة عدم التكرار ووقوعها مرة واحدة. يقول تعالى (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا (93) النساء) يقتل فعل مضارع وقال (وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَئًا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ (92) النساء) الآيتان متتابعتان في سورة النساء من قتل ومن يقتل، الفعل مستقبل لكن القتل المنعنمد يعني أنه كلما سنحت له الفرصة بالقتل قتل ما دام متعمد يتقل، تتكرر. هو يتعمد قتل المؤمن إذن كلما سنحت له الفرصة سيقتل. بينما قال (وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَئًا) الخطأ ما يتكرر لأنه غير متعمد.ولذلك الجزاء مختلف. (وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ (50) الأحزاب) كم مرة يريد أن يستنكحها؟ مرة واحدة. لكن قال (وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا (145) آل عمران) الثواب يتجدد كل عمل أنت فيه له ثواب. * لو قال ومن أراد يكون مرة واحدة؟ تلك (وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19) الإسراء) الآخرة واحدة أما الثواب فمتجدد لأنه في كل عمل تعمله أنت تبتغي الثواب. * مع الآخرة في آية أخرى يقول ﴿وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ﴾؟ ﴿وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ﴾ ليس الثواب.هي آخرة واحدة بينما الثواب جاء معه بالمضارع ﴿يريد﴾ لأنه متجدد، ثواب الدنيا كلما عملت عملاً تأتيك أجرة إذن ﴿وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا﴾ وثواب الآخرة كذلك. (وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) الأنفال) الخديعة تتكرر. (وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ اللّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (71) الأنفال) هذه تتكرر. إذن هذا الذي ورد في القرآن مرات كثيرة. (قُلْ مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم مِّنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً (17) الأحزاب) لم يذكر التكرار هنا. * (وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ (50) الأحزاب) قال ﴿خَالِصَةً لَّكَ﴾ وليست له علماً أنه يتكلم عن النبي؟ (د.فاضل السامرائى) الآية في الخطاب للرسول (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ (50) الأحزاب) هذا في الأصل الخطاب والسياق للنبي ثم جاءت ﴿وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ﴾ ﴿خَالِصَةً لَّكَ﴾ عاد إلى الخطاب الأول للنبي. * حتى في البداية لم يقل وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها لك إنما قال ﴿إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ﴾؟ كلمة نبي فيها تعظيم، فيها إجلال وفيها تعظيم وفيها تكريم إذن هي راعت مقام الإجلال والتعظيم فيها التزكية للنفس، معنى عبادة ولذلك قال ﴿خالصة لك﴾ يعني لا تحل لأحد آخر بعده * حتى إذا قال "إو وهبت نفسها لك" ربما يشم فيها الدنيا! لكن كلمة النبي فيها، هذه أمور عبادية ولذلك قال ﴿إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ﴾ إذن ليس الغرض أمور جسدية أو دنيوية * وكأن هذا الوهب للنبي متعلقة بتشريع لكنه تشريع خاص لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقط ولهذا قال ﴿إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ﴾. لكنه قال ﴿إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا﴾ وما قال أن تستنكحها! هي وهبت نفسها للنبي إذا أراد فليس فيها إشكال. * لم تغير الضمير ﴿خَالِصَةً لَّكَ﴾؟ ماذا يسمى هذا التغير في الضمير؟ هذا يسمى التفات يعني إلتفت من اخطاب إلى الغيبة إلى الخطاب مرة ثانية. الإلتفات للنبي لأن المقام مقام تعظيم للشخص ليس لذاته وإنما للصفة التي اتصف بها. *هل للإلتفات هذا فائدة بلاغية أو بيانية؟ طبعاً، أهل اللغة يقولون فيه إثارة وتجديد لأن تغيير الأسلوب مدعاة إلى الانتباه وتجديد الأمر والتشويق والنشاط الذهني. هذا شيء عام.

ﵟ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۗ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﵞ سورة الأحزاب - 50


Icon