الوقفات التدبرية

آية (19): (قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ...

آية (19): (قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19)) طائركم أي ما طار لكم من الخير والشر أو حظكم ونصيبكم منهما معكم وهو إنما يكون من أفعالكم إن خيراً فخير وإن شراً فشرّ. وفسر الطائر بالشؤم "أي شؤمكم معكم وهو الإقامة على الكفر وأما نحن فلا شؤم معنا لأنا ندعو إلى التوحيد وعبادة الله تعالى وفيه غاية اليمن والخير والبركة" (روح المعاني). ﴿إئن ذكرتم﴾ أي أئن ذكرتم بما هو خير لكم في الدنيا والآخرة تطيرتم أو تتوعدونا بالرجم والتعذيب؟ وحذف جواب الشرط لإطلاقه وعدم تقييده بشيء معين. ﴿بل أنتم قوم مسرفون﴾ أي مجاوزون للحد في المعاصي أو في التطير أو في العدوان وأطلق الإسراف ولم يقيده بشيء ليشمل كل إسراف في سوء. * الرسل الثلاثة ردوا فقالوا (قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19)) ماذا في هذه الآية؟ قالوا أنتم تشاؤمكم أو شؤمكم أو حظكم هو معكم، حظكم ونصيبكم معكم وليس منا كل واحد نصيبه معه، أو شؤمكم معكم. قال ﴿أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ﴾ جاء بالشرط لكن لم يأت بالجواب، * لفتة طيبة اشكرك عليها. ﴿إن﴾ أداة للشرط إذن يجب أن يكون هناك جواب للشرط! حذف جواب الشرط، يعني محتمل هذا للإطلاق، يعني أئن ذكرتم تطيرتم؟ أئن ذكرتم تتوعدون بالرجم والتعذيب؟ يعني كل هذا بسبب تذكيركم. لو ذكر الجواب لكان أمراً محدداً. بينما هو يعني أئن ذكرتم بالرسالة والتبليغ، ذكروا بالله، * فحذف جواب الشرط ليشمل العموم والشمول فيكون تطير ورجم ومس وتعذيب. كل هذا بسبب أننا ذكرناكم! فصار إطلاق. لو حذف لتقيد بأمر. يعني كل هذا هو بسبب تذكرتنا لكم ﴿أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ﴾. قال وراءها ﴿بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ﴾ لم يحدد جهة الإسراف، لم يقل مسرفون في ماذا؟ مسرفون في المعاصي؟ مجاوزون للحد في التطير؟ في العدوان؟ كلها. * هل هناك علاقة بين ﴿أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ﴾ و ﴿بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ﴾؟ بالتطير. *ألا تفيد ﴿بل﴾ ثبوت الحكم؟ نعم، أنتم مسرفون في المعاصي والتطير والعدوان. قالوا ﴿لنرجمنكم﴾ ثم تطيروا وهددوهم إذن أنتم مسرفون في المعاصي وفي التطير وفي العدوان عليهم فصار إطلاق. *ولذلك حذف المسرفون في ماذا، لم يحدد؟ للإطلاق. *للعموم والشمول. طائركم يُعبّر بها عن التشاؤم؟ لا تنصرف الدلالة إلى الطائر؟ ﴿طائركم معكم﴾ يعبر بها عن التشاؤم. هم قالوا إنا تطيرنا بكم تشاءمنا فطائركم معكم لأن الطير يعبر أيضاً عن الحظ والنصيب ووما إلى ذلك التشاؤم، أنتم حظكم ونصيبكم وتشاؤمكم معكم. *انتهى الحوار بينهم وبين أهل القرية؟ انقطع الحوار.

ﵟ قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ ۚ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ ۚ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ﵞ سورة يس - 19


Icon