الوقفات التدبرية

* قصة سيدنا إبراهيم في سورتي الأنبياء والصافات متشابهة من ناحية...

* قصة سيدنا إبراهيم في سورتي الأنبياء والصافات متشابهة من ناحية الاستهزاء والتقريع بالكفار واضح وهناك مواجهة وتكسير الأصنام لكن السؤال (إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) الصافات) وفي الأنبياء ﴿إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ﴾ ما الفرق بين ما وماذا؟ وماذا قال تحديداً؟ (د.فاضل السامرائى) كلاهما. ﴿ماذا﴾ عبارة عن ﴿ما﴾ مع ﴿ذا﴾ لكن كل واحدة قالها في موطن. ﴿ماذا﴾ هي ﴿ما﴾ مع ﴿ذا﴾، ﴿ماذا﴾ قد تكون كلها إسم استفهام أو قد يكون ﴿ما﴾ بمعنى الذي و﴿ذا﴾ إسم إشارة بمعنى ما الذي تعبدون؟ قد تكون ﴿ما﴾ إسم استفهام و﴿ماذا﴾ إسم استفهام، *أصلها ﴿ماذا﴾ يعني ما هذا؟ قد تأتي وليس دائماً بالضرورة، ماذا التواني؟ ما هذا التواني؟ ماذا القعود؟ ما هذا القعود؟. ماذا تعبدون؟ ما الذي تعبدون؟ هي تأتي حسب السياق. ﴿ماذا﴾ كلها إسم استفهام واحد وقد تأتي بمعنى ما الذي. ﴿ماذا﴾ بناؤها أقوى في الإستفهام، أطول في البناء من ﴿ما﴾. الآن تغير المبنى. إذن كيف استعملها؟ في ﴿ماذا﴾ فيها مبالغة في الاستفهام أقوى. قال في الشعراء (إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71)) في الصافات قال (إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86)) في الشعراء هي محاجة وحِجاج بينهما ﴿إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ﴾ - (قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71)) في باب سؤال وجواب، حِجاج، قال (قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73)) أجابوا (قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74)) إذن هو الآن في مقام كلام وردّ. في الصافات ليس في هذا وإنما في باب الهجوم بقوة قال مباشرة (إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86)) ما أعطاهم فرصة للكلام. حتى النتيجة ما الذي حصل؟ في الشعراء قال (قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ ﴿٧٥﴾ أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ ﴿٧٦﴾ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴿٧٧﴾)، في الصافات تحطيم الأصنام وتحريقه بالنار (فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91)) (قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97)) هذا فيه قوة متحمس للمسألة. إذن هما موقفان موقف حِجاج هذا أول مرة حجاج بينه وبين قومه وذاك موقف آخر عندما برم بقومه وضاق بهم قال كلاماً شديداً عليهم. إذن هو قال الاثنين لأنهما موقفان مختلفان مرة قال ﴿ما تعبدون﴾ ومرة ﴿ماذا تعبدون﴾ وكل واحدة وضعها في سياقها من حيث القوة ومن حيث المبالغة.

ﵟ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ ﵞ سورة الشعراء - 70


Icon