الوقفات التدبرية

آية(٤٠): * ما الفرق بين العقيم والعاقر؟ (د.حسام النعيمى) كلاهما...

آية(٤٠): * ما الفرق بين العقيم والعاقر؟ (د.حسام النعيمى) كلاهما إمتناع الحمل أو الإنجاب, لكن أنظر إلى لغة العرب. كيف ننطق الراء؟ الفم مفتوح والراء يتكرر، والميم: الفم مقفل مجرى النطق الطبيعي أُغلق ويخرج الصوت من الأنف غنّة من الأنف. ويقال لقحت الناقة عن عُقر، يعني ناقة مضى عليها زمن لم تحمل ثم حملت قالوا هذه عاقر. عقر بالراء لأن الراء أهون من الميم وليس فيها غلق. إذن العقر قد يعقبه حمل. (قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (40) آل عمران) لما قال عاقراً يمكن أن تحمل. لما دعا الله كان يتوقع أن يستجيب الله تعالى له لكن مع ذلك لما فوجيء بأن ما دعا به الله صار صار مستغرباً ﴿وكانت امرأتي عاقراً﴾ والعاقر يمكن أن تحمل. العُقم هوالداء الذي لا يُبرأ منه وكلمة العقم لا نتيجة من ورائه.يقال رحمٌ معقومة أي مسدودة لا تنفتح ولا تلد. ويقال ريح عقيم لا تلقح سحاباً ولا شجراً ويوم القيامة يوم عقيم لأنه لا يوم بعده. الآن يستعملون معالجة العقم هذا إستعمال محدث، العقر يعالج لكن العقم فليس هناك مجال في الإنجاب. *ما دلالة الاستفهام ب﴿أنّى﴾؟ ﴿ورتل القرآن ترتيلاً﴾ فى قوله تعالى (قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ (40) آل عمران) المعنى المراد كيف يكون لي غلام؟ وجاءت الآية من باب التعجب وليس من باب الشك في صدق الوعد. لكن الآية لم تستفهم بـ ﴿كيف﴾ الحالية وإنما استخدمت ﴿أنّى﴾ فهل يمكنك أن تستخلص معنى المكان الذي وضعت ﴿أنّى﴾ له؟ إنهما مكانان وليس مكاناً واحداً وهما الكِبر وعدم الإنجاب فيتعذر في هذين المكانين الولادة.

ﵟ قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﵞ سورة آل عمران - 40


Icon