الوقفات التدبرية

آية (101): * في سورة الذاريات (فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا...

آية (101): * في سورة الذاريات (فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (28)) وفي سورة الصافات (فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101)) فما اللمسة البيانية في هذا الفرق؟(د.فاضل السامرائى) حليم بالنسبة لسيدنا إسماعيل وعليم لإسحق. الحِلْم هو الذي يملك نفسه عند الغضب طبعاً هذا يظهر عند التعامل مع الآخرين. ربنا سبحانه وتعالى ذكر علاقة إسماعيل بأبيه وبالآخرين قال في الصافات (قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) الصافات) هذا حِلم. لما كان يبني البيت مع أبيه (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا (127) البقرة) ما شكى. وربنا ذكرنا عن اسماعيل أنه رسول نبي وأنه كان صادق الوعد (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا (54) مريم) الرسول يقتضي التعامل مع الآخرين ويقتضي حسن التعامل مع الآخرين وقال صادق الوعد الصدق أيضاً التعامل مع الآخر بينما إسحق ما ذكر له علاقة مع الآخرين مطلقاً وقال نبي وليس رسول (وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ (112) الصافات). * ليس له علاقة مباشرة بينما إسحق ما ذكر له علاقة مع الآخرين، قال نبي وليس رسول (وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ) وكونه ليس رسولاً إذن ليس هناك مخالطة مباشرة أو كثيرة كما يحدث مع سيدنا إسماعيل؟ ما ذكر له أيّ مخالطة ما ذكرها له، ليس فيها شيء (وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) مريم) هذا العلم لا يقتضي مثل هذه المخالطة، هذا عالِم. لكن ليس له علاقة بالمخالطات، هذا عالم والتعامل مع الآخرين هذه مسألة. لكن أنبِّه على شيء ربنا إذا وصف نبياً بصفة كمال لا يعني أن الأنبياء الآخرين ليسوا متصفين بهذا . * كنت سأسأل هل الحلم يتنافى مع العلم أو العلم يتنافى مع الحلم؟ لا، ليس معناه ذلك. لما قال ربنا عن نوح أنه كان عبداً شكوراً هل يعني أن الأنبياء الآخرين ليسوا شاكرين؟ إذن ذكر ما يتناسب مع السياق أو الصفة المشهور فيها. لما ذكر عن إبراهيم أنه أواه منيب والأنبياء الآخرين؟! أليسوا منيبين. إما أنه مشهور بهذه الخصلة أو السياق يقتضي ذكر هذا الأمر. * هل كما يقال لأن بني إسرائيل من أبناء إسحق علماء ونحن من أبناء إسماعيل فلسنا بعلماء؟ لا، عندما يذكر صفة إما يقتضيها السياق. الرسول أليس عالماً لما تقول (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا (54) مريم) كيف يتكلم من دون علم؟! * هل تنسحب هاتين الصفتان على الأحفاد والأولاد والأبناء الحفدة؟ ليس بالضرورة. * أقول مثلاً يقال لبني إسرائيل عالِم لأن نبي الله موسى نبيهم الأول وصف في القرآن بأنه عالماً ﴿بغلام عليم﴾؟ ونحن أبونا إبراهيم كلنا جميعاً، إبراهيم جامع لكل الصفات. * كان أمّة. هذه لا تدل على أن إسحق أعلم من إسماعيل عليهما السلام؟. لا، لا تدل. * لكنها صفة هو معروف بها أكثر وزيادة. ربنا ذكر عن إبراهيم أنه علّمه . * لأنها مشكلة حقيقة هاتان الآيتان بالذات عملت مشكلة مع بعض الناس يقولون أنهم موصوفون بالعلم أما نحن فموصوفون بالحلم، هذا بنصّ القرآن. ليس نحن وإنما ذكر أخوين. * أنا حقيقة ما سمعت هذا بشكل شخصي هذا التفسير الذي تفضلت به. لكنه أعجبني لأن المخالطة بالناس تقتضي الحِلم هو ذكر نوع المخالطة بالفعل، هناك لم يذكر . * وكونه رسولاً يقتضي أن يكون حكيماً حتى يربي الناس. بارك الله فيك وأحسن الله إليك. تفسيرك جميل بارك الله فيك. يا معلِّم إبراهيم علّمني، إبراهيم أبوه ونحن من نسل إبراهيم.

ﵟ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ﵞ سورة الصافات - 101


Icon