الوقفات التدبرية

آية:٤١ * (وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ...

آية:٤١ * (وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ (41) آل عمران) (فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (11) مريم) الملاحظ في هاتين الآيتين التقديم والتأخير بالعشي والإبكار والتعريف والتنكير والاختلاف فلماذا؟(د.فاضل السامرائي) السياق يوضح هذه المسألة. في مريم (قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا (10)) بعد الليلة يأتي البكرة لأن البكرة من الفجر إلى طلوع الشمس، إذن بعد الليل تأتي البكرة لو قدّم العشي معناه بكرة اليوم انتهت، هو يريد كل النهار والليل كله يريده تسبيحاً متصلاً لو قدّم العشي لذهبت البكرة. في آية آل عمران قال ﴿وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ﴾ اليوم يبدأ من طلوع الشمس، البكرة زالت لو قال بكرة يعني العشي لذلك اليوم أيضاً ذهب، الإبكار انتهى فحتى لا يترك شيئاً من الوقت لا بد أن يقول هذا عندما قدم الأيام يجب أن يبدأ بالعشي لأن البكرة ذهبت ولما ذكر الليل قدّم البكرة، لو قدم وأخر يضيع قسم من التسبيح. * لماذا التعريف والتنكير ﴿وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ﴾ ﴿سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا﴾؟ التعريف يفيد العموم، يعني أعم. * يقولون التنكير أيضاً فيه عموم وشمول؟ لا، التعريف في الظرف يعني (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (20) الأنبياء) هذا عموم الليل أو ليلة واحدة؟ ليلاً يعني جزء منه، يسبحون ليلاً يعني وقت قليل. (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (55) غافر) هذا تعريف ليس مخصصاً بوقت، لو قال عشياً يحتمل أن يكون أي جزء منه لكن بالتعريف يكون أعمّ. (إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) ص) هذا تعريف دالة على العموم، (فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ (38) فصلت) هذه عامة.

ﵟ قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً ۖ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا ۗ وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ﵞ سورة آل عمران - 41


Icon