الوقفات التدبرية

آيات دخول القرية: =========== مقارنة بين سورتي "الأعراف" و...

آيات دخول القرية: =========== مقارنة بين سورتي "الأعراف" و "البقرة":: ففي ((سورة الأعراف)) ---------------------- (وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (١٦١) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَظْلِمُونَ (١٦۲)) 1_- ﴿قِيلَ﴾ بالبناء للمجهول للتقريع في مقام الذم فعندما يرسل شخص يبلغك ﴿قِيلَ لَهُمُ﴾ يكون العطاء أقل. - ﴿قِيلَ لَهُمُ﴾ عن طريق أنبيائهم بعد سيدنا موسى يقولون ألم يقل لكم ربكم ادخلوا ؟ 2_﴿اسْكُنُواْ﴾ يعني بعد أن تدخلوا لا تفكروا بالخروج منها وإنما اسكنوا بها بشكل نهائي. 3_﴿وَكُلُواْ﴾ لم يرد ذكر الأكل بعد دخول القرية مباشرة وإنما أمرهم بالسكن أولاً ثم الأكل، ولا يدرى متى يكون كلما جاعوا يأكلون. 4_لم يذكر رغداً لأنها في مقام تقريع لأنهم لا يستحقون رغد العيش مع ذكر معاصيهم. 5_﴿وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً﴾ لم يبدأ بالسجود هنا لأن السجود من أقرب ما يكون العبد لربه وهم في السياق هنا مبعدين عن ربهم لمعاصيهم. 6_﴿نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ﴾ جمع قلة ، خطيئاتكم قليلة لكن خطاياهم لم يحددها ولكن يغفر قسماً قليلًا منها إذا ما قورن بآية البقرة ، وهو يتناسب مع مقام التأنيب والذّم. 7_﴿سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ﴾ بدون الواو لأن المقام ليس فيه تكريم ونعم وتفضّل. 8_﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ﴾ بعض ممن جاء ذكرهم في أول الآيات. 9_﴿فَأَرْسَلْنَا﴾ في العقوبة أشدّ من أنزلنا، وقد تردد الإرسال في السورة ٣٠ مرة أما في البقرة فتكرر ١٧ مرة. 10_ ﴿بِمَا كَانُواْ يَظْلِمُونَ﴾ والظلم أشدّ لأنه يتعلّق بالضير. أما ((سورة البقرة)) ------------------- (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (٥٨) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ (٥٩)) 1_- ﴿قُلْنَا﴾ بإسناد القول إلى نفسه سبحانه فيها قوة لما كان المخاطِب رب العالمين يكون عطاؤه أكثر وأعظم، وهذا يكون في مقام التكريم. - ﴿قُلْنَا﴾ هذا في زمن سيدنا موسى عليه السلام عندما قال الله ذلك. 2_﴿ادْخُلُواْ﴾ في البداية أمركم أن تدخلوها. 3_﴿فَكُلُواْ﴾ جعل الأكل عقب الدخول وهذا من مقام النعمة والتكريم، لما تاهوا وشكوا من الجوع وقالوا ﴿يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ﴾ الفاء تفيد الترتيب والتعقيب يعني الأكل موجود مهيأ بمجرد الدخول ادخلوا فكلوا لأنهم جائعون وهو الأنسب لمقام التكريم. 4_﴿رَغَداً﴾ تتناسب مع التكريم ، وتستعمل للين العيش ورخائه . 5_﴿وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ﴾ بُديء في مقام التكريم بالسجود الذي هو من أشرف العبادات وأفضل من القول لأن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فقدّم ما هو أفضل، وهو مناسب للأمر بالصلاة الذي جاء في سياق السورة (وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ (٤٣)) (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ (٤٥)). 6_﴿نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ﴾ جمع كثرة، نغفر لكم خطاياكم كلها وإن كثرت، وإذا غفر الخطايا فقد غفر الخطيئات قطعاً وهذا يتناسب مع مقام التكريم. 7_﴿وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ﴾ جاء بالواو الدالة على الاهتمام والتنويه في موطن التفضّل وذكر النعم. 8_﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ﴾. 9_﴿فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ﴾. 10_﴿بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ﴾.

ﵟ وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ ۚ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ﵞ سورة الأعراف - 161


Icon